بقلم : كمال فتاح حيدر ..
علينا ان نحقن انفسنا كل يوم بشحنات الخيال، حتى لا نموت من القهر بسبب واقعنا المر، فقد بلغ تعداد السجناء في عشر بلدان عربية اكثر بقليل من نصف مليون سجين، معتقلون هناك منذ سنوات على ذمة التحقيق، أو على ذمة الحبس الاحترازي، ففي آخر احصائية لمنظمات حقوق الانسان على الصعيد العربي جاءت سوريا بالمرتبة العاشر بنحو 10.5 الف سجين، وجاءت ليبيا بالمرتبة التاسعة بنحو 12.3 الف سجين. وجاءت الاردن بالمرتبة الثامنة بنحو 19 الف سجين، وجاءت السودان بالمرتبة السابعة بنحو 21 الف سجين، وجاءت تونس بالمرتبة السادسة بنحو 23.5 الف سجين، وجاءت المملكة العربية السعودية بالمرتبة الخامسة بنحو 68 الف سجين، وجاء العراق بالمرتبة الرابعة بنحو 73.7 الف سجين، وجاءت الجزائر بالمرتبة الثالثة بنحو 94.7 الف سجين، وجاءت المغرب بالمرتبة الثانية بنحو 97.2 الف سجين، وجاءت مصر بالمرتبة الاولى بنحو 120 الف سجين. آخذين بعين الاعتبار ان هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة، ولا تعطيك صورة عما يجري في سجون تلك البلدان، ويتعذر عليك التعرف على الأرقام الدقيقة بسبب تستر الحكومات عليها. فهنالك اكثر من مليون انسان يرزح وراء القضبان، وربما يقضي ما تبقى من حياته في دهاليز وسراديب وطوامير مظلمة تفتقر لأبسط مستلزمات الحياة. وبالتالي فان التقارير المصورة التي نقلتها الفضائيات عن سجون العرب السرية تمثل الجزء الظاهر من جبل الجليد الطافي فوق السطح. وهل تمتلك تلك الفضائيات حقوق القيام بجولات استقصائية داخل سجون البلدان العشرة للتعرف على احوال السجناء وظروفهم الصعبة ؟. .
المثير للدهشة ان سبعة من رؤوساء تلك البلدان أزيحوا بالقوة عن سدة الحكم، وكانت نهايتهم السجن الانفرادي، ومن ثم الموت بطرق بشعة. .
اعظم كذبة في حياتنا (نحن) العرب، اننا لسنا (نحن). . فنحن مجرد فكرة طارئة على مخيلة العدم. .