بقلم : فالح حسون الدراجي …
ننشر اليوم في الصفحة الأولى من جريدتنا (الحقيقة)، تصريحاً لمعالي وزير التربية علي حميد الدليمي، يجيب فيه على اسئلة متعددة بشأن العام الدراسي الحالي، والإمتحانات النهائية للمراحل الدراسية. وملخص تصريح الوزير، أن معاليه (لا يعرف) كيف ستكون نهاية العام الدراسي، و(لا يعرف) كذلك آلية وشكل الإمتحانات النهائية للمراحل الدراسية، خاصة وأن وزارته لم تقرر حتى هذه اللحظة، الشكل الذي يُعتمد في تقرير نتيجة الطلبة للعام الدراسي الحالي؟!..
ولكي أكون منصفاً، فإني أُعطي الحق لمعالي وزير التربية، ولا أحمله مسؤولية ما يجري من فوضى (وعدم دراية)، لاسيما وأن سبب ما يجري يتحمله أصدقاؤنا الصينيون الذين ابتكروا وأنتجوا وأنجزوا وصدَّروا (فايروس كوفيد 19 ) بمهارة وجدارة فائقتين مثلما ينجحون كل يوم بتصدير المصنوعات والحاجات والبضائع والمنتجات الصينية إلينا، والى الشعوب المغرمة برخص الأسعار الصينية !
وعودةً لتصريح معالي وزير التربية الأستاذ الدليمي، والذي رمى فيه الكرة في ملعب وزارة الصحة – وهذا من حقه أيضاً – فالرجل لا يستطيع أن يقرر، أو يتخذ أي إجراء، بمعزل عن الواقع الصحي المرهون بمعالجات الأزمة الوبائية في العراق، ولا بمعزل عن قرار(اللجنة العليا للصحة والسلامة) فهي الجهة التي تقدر صلاحية الظروف من عدمها، وتقرر إمكانية ممارسة الحياة بشكل طبيعي، أو الالتزام بإجراءات الحظر والوقاية الصارمة من جائحة كورونا..
أما موضوع الإمتحانات، فالوزير ليس وحده من يقرر ذلك، إنما هو يستمع لآراء وتوصيات هيئة الرأي، وكذلك مقترحات اللجنة الدائمة للإمتحانات في وزارة التربية. والآن، وبعد أن علمنا أن رأي وزير التربية مرتبط أساساً وأولاً برأي وزير الصحة، فلا نملك إلّا اليأس من الموضوع، وقبله الدعاء الى الله أن يخفف عنا المصائب، ويبعد عنا الكوارث.. فأولادنا اليوم يسقطون في المدارس صرعى (فايروس كورونا) ، وآخر ضحاياه من الطلبة، كانت إصابة عشر طالبات في مدرسة العدل للبنات في ميسان، وأربع عشرة طالبة في احدى مدارس محافظة الديوانية، وغير ذلك من الإصابات التي لانريد ذكرها، فنعكر مزاج المسؤولين!
أما لماذا اليأس من وزير الصحة؟
فالجواب:
أن حال معالي وزير الصحة الآن لا يسر صديقاً ولا يغيض عدواً، وحاله بات أشبه بحال (السدانة بالماي) كما يقول أهلنا الطيبون في الجنوب، فالرجل اليوم (مو بحال التعليم والمدارس، إنما البيه يكفيه)، فهو مشغول بمصائبه الشخصية المتعددة – أعانه الله عليها – وهي كما قال عنها عمنا المتنبي (لا تأتي فُرادى).. إذ تكفي مصيبة مستشفى ابن الخطيب لوحدها، أن تهز جبلاً وليس شخصاً من دم ولحم ومشاعر، خاصة وأن الرجل قد حُمِّل مسؤولية الحادث قبل أن يكتمل التحقيق، وسحبت يده (البيضاء الكريمة)، ليمضي الى بيته – مُجبراً- وقد يقوم الآن – مثلي- بمساعدة زوجته في إعداد الفطور والسحور الرمضاني!
وبطبيعة الحال، فإن وزير الصحة – في هذه الحال – غير مسؤول هو الآخر عن ما يحدث من انتكاسات صحية في البيئة العراقية، فالرجل مثل زميله وزير التربية ( لا يدري) ماذا يحدث، وماذا يفعل تجاه أبنائنا الطلبة، ولا يدري الى أين يلتفت، بالمناسبة فإن وزيرَي التربية والصحة اللذين (لا يدريان)، ليس لهما أية علاقة، أو ارتباط شخصي أو سياسي مع الذي (لا يدري) دائماً وأبداً، الدكتور أياد علاوي !.
ولإيجاد الحلول، هناك البعض من المواطنين يقترح إكمال العام الدراسي بواسطة التعليم المُدمَج، او الإلكتروني، ولا أعرف لماذا يُذكرني هذا المقترح بقصة ملكة فرنسا ماري انطوانيت، ومقترحها الشهير: (إذا ماكو خبز خلي ياكلون كيك)!
إذ كيف يمارس أبناء الأهوار أو القرى والأرياف، أو حتى أبناء بعض النواحي والأقضية في الجنوب البعيد، تعليمهم المدمج، إذا كانوا يجلسون في صفوف بلا سقوف، ولا شبابيك، وربما بلا أبواب أيضاً.. وكيف يكملون تعليمهم الإلكتروني إذا كانت صفوفهم بلا رَحلات ؟!
وعودةً لجوهر المقال، أقول: إذا كان معالي وزير التربية ما يدري، ومعالي وزير الصحة (طبعاً) ما يدري أيضاً .. لعد منو يدري، حسين سعَيدة لو جبار أبو الشربت..؟
خاصة، وأن الكثير من الآباء والأمهات بدؤوا يمنعون أبناءهم من الذهاب الى المدرسة، وطبعاً فإن آباءهم يرددون دائماً المقولات الجاهزة والمتكررة هذه الأيام مثل: (هوَّ أنت شراح تحصل من الدراسة.. ذاك أخوك أخذ الشهادة وكعد بالبيت)!
نعم، فالأولاد يتساقطون في الصفوف (العاوية) صرعى كورونا، والآباء يرتجفون خوفاً على أبنائهم كلما غادروا الى المدارس صباحاً، وكأن أولادهم يذهبون الى (معارك الشوش أو سربيل زهاب) وليس الى التعليم والدراسة ولقاء الزملاء والأصدقاء، أما هيئة الرأي في وزارة التربية فهي لا تعرف كيف تنهي العام الدراسي الحالي، ولا كيف يكون شكل الإمتحان النهائي، وطبعاً فإن وزيرَي التربية والصحة (لا يدريان) ..
فما العمل ..؟
ألف رحمة على روحك (فلاديمير لينين) بهذا اليوم الرمضاني المبارك ..!