متابعة ـ سرى العبيدي …
قطارة الإمام علي عليه السلام هي عبارة عن ينبوع ماء يسمى بقطارة الإمام علي تقع في الصحراء الغربية لمحافظة كربلاء وتبعد عن مركز المحافظة بحوالي 28كم2 بالقرب من بحيرة الرزازة، يقول المؤرخون عنها أن الامام علي عندما توجه إلى صفين لحق بجيشه العطش فوجد الإمام علي في وسط الصحراء صخرة فشق بيده الصخرة فخرج منها ماء عذب ولايزال يجري منها حتى الآن.
قصه قطاره الامام علي عليه السلام الواقعه في
جنوب كربلاء، وفي الطريق المؤدي الى واحة عين التمر، هناك طريق ترابي يؤدي الى اثر تأريخي يسمى بقطارة الامام ، اما قصة هذه القطارة، فقد روي ان أمير المؤمنين (ع) حينما توجه الى صفين اصاب أصحابه عطش شديد، ونفد ما كان عندهم من ماء، فأخذوا يمينا وشمالا يلتمسون الماء، فلم يجدوا له أثرا، فعدل بهم أمير المؤمنين (ع) عن الجادة، فساروا قليلا واذا براهب في دير له وسط البرية، سألوه عن الماء، قال الراهب: بينكم وبين الماء أكثر من (فرسخين) ثم ساروا قليلا، فقال الإمام لجنده: اكشفوا عن هذا الينبوع، واذا بصخرة عظيمة تلمع، اجتمعوا عليها ليزحزحوها فلم يتمكنوا، قال لهم: أعجزتم عن ذلك، قالوا: بلى، ثم لوى الامام رجله عن سرجه حتى صار على الأرض، ثم حسر ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها ثم قلعها بيده، ودحا بها أذرعا كثيرة، فلما زالت عن موضعها نبع الماء من تحتهافشربوا من ذلك الماء وكان أعذب ماء شربوا منه، فقال الراهب للإمام: من أنت؟ هل أنت نبي؟ قال الإمام: لا، فقال الراهب: هل أنت ملك مقرب؟ قال: لا أنا وصي نبي، فقال الراهب للإمام: أمدد يدك، ثم أسلم، ثم سار الراهب بعد إسلامه مع الإمام (ع) الى (صفين) واستشهد بين يدي أمير المؤمنين (ع).
والمكان عبارة عن حفرة صغيرة، لا تزيد مساحتها عن متر مربع، تقع تحت سن صخري حاد، ويقطر الماء من هذه الصخرة والغريب انه لاتوجد في هذه المنطقة الصحراوية سوى هذه السنون الصخرية. كما كانت توجد على بعد اقل من متر من هذه القطارة نخلة جميلة عالية، الا ان العابثين، قاموا باقتلاعها، لإزالة هذا الاثر الجميل، وقد تم مؤخراً زراعة فسيل نخلة لتحل محل تلك النخلة الزاهية.
يقول الباحث عبد الأمير إحسان: إن هذه الرواية تحقق ثلاثة أدلة أولها قدرة الإمام علي العلمية على معرفة الأشياء واستخدامه لمنطق الأرض وعلومها وانه كان عليما ببواطن علوم الأرض وجيولوجيتها، بحيث عرف أن تحت هذه الصخرة ماء وهذا يعني أن العلم هو مفتاح الحلول، والأمر الثاني هو ارض كربلاء كلها تاريخ وان فيها مسيحيين وديرا لهم وهذا ما يؤكد وجود أقدم كنيسة في الشرق الأوسط هناك وثالثهما إن العراق كان ممرا للعالم اجمع وان ارض كربلاء هي احدى هذه الممرات إلى الشرق والغرب وان الحياة كانت عظيمة وكبيرة ..
فيما يقول المواطن جبار مهدي وهو من سكان المنطقة إن هذه القطارة كانت تروي كل من يقطع الصحراء وربما لم يكن احد يعرف انها قطارة الإمام علي إلا في سبعينيات القرن الماضي وكان الرعاة يمرون من قربها لأنهم يدركون ان هناك ماء في المنطقة..ويوضح أن القطارة تقطر الماء من تحت الصخرة وتعيده إلى حوض تحتها ولا احد يعرف من أين يأتي الماء لأنه لا ينقطع..ويشير إلى ان المكان كان موحشا وبالقرب من الصخرة كانت هناك نخلة وهي دليل الرعاة والمارين من القوافل والمواطنين.
ويقول الدكتور الباحث حيدر فرهود عن القطارة : يقصدها الزائرون للتبرك بها ولكن للأسف الشديد لم تمتد لها اليد لتطوير المنطقة المحاطة بها والطريق المؤدي لها لاستثمارها وإظهارها بالمظهر اللائق وعظمة الإمام علي (عليه السلام) كونها معلم إسلامي يثير الدهشة لوجود هذا السن الصخري يقطر منه الماء وسط هذه الصحراء والتي بكرامة أمير المؤمنين يتبرك بها الناس حقا انه معلم ديني سياحي يستحق الاهتمام به.
وآخره دعوانا الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا القاسم محمد وآل الطيبين الطاهرين
ــــ