بقلم : أياد السماوي …
يبدو أنّ ملامح خارطة التحالفات السياسية القادمة , قد أخذت شكلها النهائي بعد انتهاء فترة تسجيل التحالفات والكيانات السياسية في الأول من آيار الجاري , وما يميّز الخارطة الجديدة لهذه الكيانات والتحالفات السياسية , هي أنّها لم تحمل معها أيّ تغييرات جوهرية تتعلّق بتشكيل كتلة سياسية عابرة للفساد والطائفية , فلا زالت الكيانات السياسية الكبيرة أسيرة الاستقطابات الطائفية والقومية التي جاءت مع النظام السياسي الجديد في العراق , سواء كان ذلك شيعيا أو كرديا أو سنيّا .. ويبدو أنّ مهمّة تشكيل كيانات سياسية عابرة للفساد في الوقت الحاضر هي مهمّة شبه مستحيلة إن لم تكن مستحيلة , لكن من الممكن تشكيل كتل سياسية كبيرة عابرة للطائفية بعد الانتخابات وإعلان النتائج النهائية .. ومن المؤكد أنّ النتائج النهائية لهذه الانتخابات ستكون هي العامل الذي سيحدّد تشكيل الكتلة الأكبر التي ستكلّف بتشكيل الحكومة القادمة , وسيكون الكرد هم بيضة القبّان في تحديد الكتلة الأكبر .. طبيعة الكيانات السياسية التي تشّكلّت وطبيعة التقارب السياسي بين هذه الكيانات , ستفرز عن ظهور كتلتين سياسيتين كبيرتين ستتنافسان على تشكيل الكتلة الأكبر التي ستجمع 165 صوتا أي النصف زائد واحد .. كلّ المؤشرات الحالية تؤكد أنّ كتلة ( سائرون ) + ( تحالف قوى الدولة الوطنية ) الجديد + ( تحالف القوى العراقية ) بزعامة الحلبوسي , سيكونون في جبهة واحدة .. وفي المقابل سيكون تحالف الفتح + تحالف دولة القانون + تحالف العزم بزعامة خميس الخنجر , هو الجبهة الأخرى التي ستتنافس على تشكيل الحكومة القادمة .. وسيكون الكرد هم بيضة القبان التي ستحدد من هي الكتلة التي ستجمع 165 صوتا لتشكيل الحكومة ..
كلّ الاستنتاجات المتعلّقة بتشكيل الكتلة الأكبر ستعتمد على نتائج الانتخابات التي ستكون الأعنف والأكثر دموية والأكثر تزويرا .. وسيكون للمال السياسي والسلاح المنفلت وحجم البطاقات الالكترونية المتسرّبة دورا حاسما في تحديد هذه النتائج .. شيعيّا سيلعب سلاح المليشيات الدور الحاسم في هذا الصراع , أمّا سنيّا فسيكون المال السياسي صاحب الدور الأكبر في تحديد الطرف الفائز .. أما كرديا فستكون الغلبة للحزبين الكرديين الرئيسين , وهما من سيكون بيضة القبّان في المعادلة السياسية القادمة .. كلّ التوقعات تؤكد أنّ صاحب الرقم الذهبي 165 هو الذي سيستحوّذ على الرئاسات الثلاث , والطرف الخاسر سيذهب للمعارضة البرلمانية .. الشيء الوحيد المميّز في هذه الخارطة السياسية الجديدة هو بروز تحالف العزم الذي سيكتسح الشارع السنّي .. أهمية تشكيل تحالف العزم وطنيا وسنيّا , تأتي من خلال كونه التحالف السياسي الذي سيوقف غطرسة وسطوة رئيس تحالف القوى العراقية محمد الحلبوسي الغارق في صفقات الفساد , والذي توّهم نفسه أنّه القائد السنّي الأوحد الذي لا ينازعه أحد على قيادة المكوّن السنّي , وأنّ المال الذي سرقه من خلال صفقات الفساد الكبرى التي أدارها ستمّكنه من إحكام قبضته على أبناء سنّة العراق .. أمّا شيعيا فإنّ تحالف الفتح بقيادة هادي العامري سيتراجع كثيرا لصالح تحالف دولة القانون والكيانات السياسية الصغيرة الجديدة بسبب سوء إدارة هادي العامري السياسية للتحالف , وانخراط الكثير من قادة التحالف في الفساد , وبروز مشكلة المفسوخة عقودهم التي فشل التحالف في معالجتها في الموازنة بسبب غباء مفاوضهم .. كما وسيهزم تحالف سائرون هزيمة نكراء في هذه الانتخابات بسبب دوره الكبير في تعاظم الفساد في مؤسسات الدولة , خصوصا في وزارتي الصحة والكهرباء والبنك المركزي , ودوره في زيادة سعر صرف الدولار الذي أدّى إلى ارتفاع السوق , وما يقوم به التحالف من دور تخريبي في مجلس النواب بالتنسيق مع رئيس المجلس , كما جرى مؤخرا في تشكيل لجنة اجتثاث البعث النيابية اللا دستورية .. ومن المؤكد أيضا أن تحالف سائرون سيرفض نتائج هذه الانتخابات وسيحرق اليابس والأخضر .. هذه هي أهم الملامح على الانتخابات القادمة .. وقد تستّجد مستّجدات جديدة ستغيّر من مجمل المعادلة السياسية ..