بقلم : أياد السماوي …
بلغ عدد المرّشحين لخوض الانتخابات النيابية القادمة ( 3523 ) بعد انتهاء مدّة التسجيل رسميا , منهم ( 1002 ) مرّشح مسّجلين عن طريق التحالفات السياسية و ( 1634 ) مرّشح عن طريق الأحزاب السياسية و ( 887 ) مرّشح مستقل .. أي أنّ نسبة المرّشحين المستّقلين بلغت حوالي 25% من العدد الكلّي للمرّشحين .. تقديرات المراقبين السياسيين تشير إلى أنّ نسبة المرّشحين المستّقلين الذين سيصلون إلى قبّة مجلس النواب لن تصل إلى 5% في أحسن الأحوال إن لم يكن أقل , وهذا يعني أنّ التنافس على مقاعد المجلس البالغة 329 مقعدا سينحسر بين الأحزاب والتحالفات السياسية المتنافسة , أمّا فيما يتعلّق بوجود بعض المستّقلين ضمن قوائم التحالفات والأحزاب السياسية , فصفة الاستقلالية قد انتفت في هذه الحالة , والمرّشح المستّقل ضمن هذه القوائم لم يعد مستقلا ..
كرديا سيكون التنافس على أشدّه بين الحزبين البارتي بزعامة مسعود بارزاني واليكتي بزعامة الشيخ لاهور طالباني .. أمّا سنيّا فإنّ التنافس سينحسر بين تحالف العزم بقيادة الشيخ خميس الخنجر وتحالف القوى العراقية بزعامة محمد الحلبوسي .. شيعيا سيكون التنافس على أشدّه بين الكتل السياسية الأربعة الكبرى , وهي التيّار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وتحالف الفتح بزعامة إيران وتحالف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وتحالف قوى الدولة الوطنية الجديد بزعامة عمار الحكيم .. معظم المراقبين والمتابعين للشأن السياسي العراقي يتوّقعون أنّ التنافس الانتخابي بين جميع الكتل السياسية التي ستدخل المعترك الانتخابي , سوف لن يكون تنافسا شريفا أو ديمقراطيا أو نزيها .. وهنالك من يقول أن السلاح المنفلت وسلاح المليشيات المسلّحة سيكون حاضرا وبقوة خصوصا في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب وليس من المستبعد أن يحصل اقتتال بين الميليشيات المتنافسة .. أمّا في المحافظات الغربية فالأمر مختلف حيث سيكون التنافس من خلال المال وشراء ذمم بعض القائمين على إدارة العملية الانتخابية , كما جرى في بشكل واسع في انتخابات 2018 .. كرديا سيمارس الحزبين الكرديين سطوتهما من خلال المناطق التي تقع تحت إدارتهما ..
بعض المراقبين السياسيين يوّكدون إنّ الحزبين الكرديين الكبيرين البارتي واليكتي سيمارسان التزوير على نطاق واسع في محافظات الإقليم , أمّا في المحافظات الغربية فإنّ تحالف القوى العراقية بزعامة الحلبوسي هو الآخر سيمارس التزوير بشكل واسع كما جرى في الانتخابات الماضية , بفضل ما يحتفظ به التحالف من البطاقات الالكترونية العميّة وخضوع إدارات هذه المحافظات لزعيم التحالف .. الصراع الأكبر والأعنف والأكثر دموية سيكون في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط , سيكون طرفي هذا الصراع الدموي هم مليشيات التيّار الصدري المسلّحة من جهة , ومليشيات تحالف الفتح المسلّحة من الجهة الأخرى .. ربّ سائل يسأل لماذا هذا التشاؤم السوداوي المفرط لهذه الانتخابات ؟ والجواب لا يحتاج إلى كثير من الذكاء , فالكتلة السياسية التي تعلن قبل سنة من إجراء الانتخابات العامة أنّ رئاسة الوزراء القادمة ستكون لها , فهذا يعني أنّ هذه الكتلة السياسية قد عقدت العزم على حرق البلد , مستندة للسلاح الثقيل الذي تمتلكه وتعاظم نفوذ مليشياتها المسلّحة .. ولا استبعد أنّ تقوم جميع المليشيات المسلّحة بفرض إرادتها في هذه الانتخابات من خلال السلاح الي بيدها .. فالتزوير والعنف والسلاح سيكون هو العنوان الأبرز لهذه الانتخابات ..