بقلم : أياد السماوي …
كان من المفترض أن يكون مقالنا لهذا اليوم مخصّصا للقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع القنوات الفضائية قبل يومين , والتعريج على تصريح ( دولته ) التاريخي ( سيد المقاومة وعلى عناد الجميع ) الذي سجلّ كأسوأ تصريح لمسؤول عراقي في تاريخ الدولة العراقية الحديثة .. لكنّ معلومات خطيرة وردت إلينا تتعلّق برفض الشهيد قاسم سليماني ترشيح مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء بعد استقالة عادل عبد المهدي , ربّما تكون هي السبب الحقيقي وراء اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وجمال جعفر المهندس .. فقد ورد إلى أسماعنا أنّ لقاء جمع الشهيد قاسم سليماني مع قادة الكتل السياسية الشيعية للتباحث حول ترشيح أسم بديل لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي , فكان هنالك مقترحا من السيد عمار الحكيم بترشيح رئيس جهاز المخابرات الوطني مصطفى الكاظمي إلى رئاسة الوزراء , لكنّ هذا المقترح جوبه برفض شديد من قبل الشهيد قاسم سليماني .. صحّة أو عدم صحّة هذه الرواية المنقولة ينفيها أو يؤكدها السيد عمار الحكيم نفسه أولا , وقادة المكوّن الشيعي الذين حضروا الاجتماع ثانيا .. وإذا ما صحّت هذه الرواية , فمن الممكن أن تكون هي السبب وراء اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وجمال المهندس , خصوصا إذا ما علمنا أنّ تداول أسم الكاظمي كي يكون بديلا لعادل عبد المهدي قد بدأ بعد اغتيال الشهيدين ..
قبل يومين كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان ( من جديد .. قصّة اغتيال الشهيدين تعود إلى الواجهة ) , تناولت فيه المعلومات الخطيرة التي وردت في تقرير موقع ياهو الأمريكي , حول ما أدلى به خمسة عشر مسؤولا أمريكيا سابقا وحاليا من معلومات وتفاصيل خطيرة جدا تتعلّق باغتيال الشهيدين قاسم سليماني وجمال المهندس , قبل وبعد يوم التنفيذ .. وفي هذا المقال تسائلت عن دور جهاز المخابرات الوطني العراقي مما جرى من عدوان غاشم وسافر على العراق وشعبه وسيادته , وهل كان جهاز المخابرات الوطني على علم بهذا العدوان الغاشم على العراق أم أنّه أخذ على حين غرّة ؟ وطالبت مجلس النواب والقضاء العراقي بفتح تحقيق مشترك من محقّقين عراقيين وإيرانيين للوقوف على حقيقة ما جاء في تقرير موقع ياهو من معلومات خطيرة بشأن هذا العدوان الغاشم .. وفي حالة ثبوت صحّة المعلومة التي تؤكد رفض سليماني لترشيح مصطفى الكاظمي لرئاسة مجلس الوزراء , فهذا يعني أنّ رئيس جهاز المخابرات الوطني قد يكون متوّرطا بعملية اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس .. بدورنا نطالب المسؤولين في الحكومتين العراقية والإيرانية بأخذ هذه المعلومات التي وردت في تقرير موقع ياهو بشكل جدّي , ومعرفة فيما إذا كان رفض الشهيد قاسم سليماني لترشيح مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء هو السبب وراء اغتياله مع الشهيد جمال المهندس ؟ .. لقد آن الأوان لمعرفة المتوّرطين بهذه الجريمة التي أدمت قلوب العراقيين والإيرانيين معا , وأصابت المقاومة الإسلامية بمقتل , وتقديمهم للعدالة بتهمّة الخيانة العظمى .. أخيرا أين أنتم يا أولياء الدّم من هذه المعلومات ؟ ولماذا تهاونتم في دماء الشهيدين ؟ ..