بلاويكم نيوز

صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ..

0

بقلم : أياد السماوي …

بداية أتوّجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أبناء شعبنا العراقي وإلى كلّ المسلمين في أرجاء المعمورة وإلى الشعب الفلسطيني المجاهد البطل الذي يتصدّى الآن للعدوان الصهيوني الغاشم ويسطّر أروع صور البطولة والفداء والتضحية في الدفاع عن القدس وبيت المقدس ومقاومة الاحتلال الغاشم للأراضي الفلسطينية .. كما أتوّجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سيد المقاومة وأمام التعايش والإنسانية السيستاني العظيم الذي جسدّ مقولة أمام العدل علي بن أبي طالب ( الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) فكرا وممارسة .. واسأل الله تبارك وتعالى أن يمنّ على الإنسانية جمعاء بالسلام والرخاء والأمن والخلاص من الوباء اللعين الذي ضرب العالم بأسره ..

أيّها الأحبة جميعا .. منذ سنوات عديدة وأنا أتابع قضية رؤية الأهلّة التي اختلف فيها المسلمون فيما بينهم ولم يستطيعوا تجاوزها .. خصوصا في تحديد بداية شهر رمضان المبارك وغرّة شهر شوّال , فترى بعض البلدان الإسلامية تتقدّم بيوم واحد عن بلدان إسلامية أخرى في تحديد بداية شهر رمضان أو شهر شوّال , وهذا الاختلاف ناتج بسبب النظريات أو المباني الفقهية التي تتبّناها المرجعيات الإسلامية في هذه البلدان .. فبعض المرجعيات الدينية تعتبر أنّ رؤية الأهلة بالعين المجرّدة أمر واجب , بينما ترى مرجعيات أخرى أنّ رؤية الأهلة من خلال التلسكوبات صحيحة ولا تتعارض مع النص الديني ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) .. كما أنّ بعض المرجعيات الدينية تأخذ بنظرية وحدّة الآفاق , ومرجعيات أخرى تأخذ بنظرية الآفاق المتعدّدة .. وبسبب هذه الاختلافات أصبح بعض المسلمين يصومون ويفطرون في يومين مختلفين ..

فالحديث النبوي الشريف ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) هو حكم قرآني بصوم شهر رمضان المبارك , وهو كباقي الأحكام الإسلامية الأخرى كالصلاة والحج والزكاة والجهاد في سبيل الله والوطن .. وبالتالي فإن رؤية الهلال هي من موضوعات الأحكام , ولا تقليد في موضوعات الأحكام كما لا تقليد في العقائد .. فإذا كان الصوم من موضوعات الأحكام وهو غير موجب للتلقيد برأي جميع فقهاء الدين الشيعة والسنّة , فلماذا لا تناط مواعيد تحديد بدايات الأشهر القمرية للمراصد الفلكية التي تستخدم وسائل العلم المتطورة جدا في تحديد بدايات الأشهر القمرية ؟ ومن هو الأولى أن يتّبع في تحديد بدايات الأشهر القمرية هل هي المراصد الفلكية العالمية أم المؤسسات الدينية في البلاد الإسلامية ؟ ولماذا تتعمّد المؤسسات الدينية الشيعية بعدم التصريح للمكلفين أنّ رؤية الأهلّة ليست من موجبات التقليد ؟ وإنّها قضية تخضع لاطمئنان المكلّف نفسه ؟ سؤالي إلى القائمين والمشرفين على مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني حفظه الله .. هل أنّ مرجعية السيد السيستاني ترى في رؤية الأهلة أنّها من موجبات التقليد ؟ وهل من الصحيح أن يصوم نصف الشعب العراقي عيدهم هذا اليوم لأنّهم يقلّدون سماحة المرجع السيستاني الذي يعتمد المبنى الفقهي القائم على نظرية الآفاق المتعددة والرؤية بالعين المجردّة ؟ لماذا لا يقوم مكتب السيد السيستاني حفظه الله بإصدار توضيحا للعامة بأن رؤية الأهلّة ليست موجبة للتقليد ولا يجب على المكلّف أن يقلد المرجع في موضوع رؤية الأهلة ؟ .. في الختام أقول عيد مبارك وكلّ عام وأبناء شعبنا العراقي بألف خير ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط