بقلم : هادي جلو مرعي …
مركز القرار السياسي للدراسات الإستراتيجية
حديث السيد برهم صالح رئيس جمهورية المحاصصة عن الفساد، وإسترداد الأموال المنهوبة من الخارج وعن تشكيل تحالف دولي لمحاربة الفساد يمثل بحسب رأي مناوئيه، دعوة صريحة لسيطرة قوى خارجية غير معلومة ومتعددة على الشان العراقي الذي يعاني ويلات التدخلات من كل صنف ولون، ومن جهات الأرض جميعها، وبلاإستثناء، حيث تحول العراق الى مايشبه حال (فطيم بين الرعيان) وهو مثل شهير يحكي قصة فتاة ترعى غنيماتها، وتخرج بهن الى الفلا، وهناك ينفرد بها الرعاة، فيتناوبون على إغتصابها، وهو الأمر الذي حصل مع العراق الذي إغتصبته دول وأمم كبيرة لاتملك من الشرف الإنساني مقدار ذرة،، والأسوأ حين تناوبت الطوائف والقوميات والساسة على إغتصابه، ٠وسرقة أمواله، وتحويل شعبه الى قطعان، وكل قطيع يتبع جهة، أو زعيما، بينما نسي أمر الوطن، وتحول الى مرتع للفساد والمحسوبية.
صالح يدعو الى تحالف دولي لمحاربة الفساد، ويزمع تقديم مشروع قانون الى البرلمان العراقي يفضي بحسب المعلن الى إسترداد الأموال المنهوبة خلال السنوات الماضية التي تم نقلها الى الخارج، أو ذهبت الى جيوب الفاسدين والزعامات الكبرى التي تجيد عمليات النهب وتحقيق المكاسب دون النظر في معاناة الشعب الذي تعاملوا معه بوحشية وإستخفاف ولارحمة مطلقا، وجعلوه يلعن الحظ الأغبر الذي يجيؤهم وعلى الدوام بحكام إما ظالمين وقاتلين، أو فاسدين مارقين عن الدين والخلق، مستغلين وجودهم لإستنزافه، وتخريب ثقافته، وبنيته الأخلاقية والروحية.
يرى البعض أن برهم صالح هو أول رئيس دولة عراقي يدعو الى إحتلال بلده، وقد لاأرى ذلك، لكني أويد مساءلة عامة للجميع، وعلى قاعدة من أين لك هذا؟ وحينها سيدخل السجن حتى محاربي الفساد، ولاعني المفسدين ذاتهم، فقد بلغ السيل الزبى، ما بعد بعد الزبى.