بقلم : سرى العبيدي …
<< من الأدب الروسي >>
عندما كان هارون الرشيد و وزيره يحيى البرمكي يتجولان في ازقة بغداد… حتى وصلا الى اطرافها وجدا أمامهم نهر صغير … فأرادا أن يعبرا الى الجهة الأخرى لاحظا قنطرة صغيرة تكفي لمرور شخص واحد .. اراد هارون ان يعبر على القنطرة ، فاذا بيحيى يرفض ان يعبر هارون أولا …. واراد هارون معرفة السبب … ؟؟!!
قال يحيى .. أيها الخليفة اخاف عليك ان تعبر بالمقدمة وإن تصاب بسهم من بعض المتربصين بك …
قال هارون : إذن اعبر انت أولا …
قال يحيى: كيف اسمح لنفسي ان اعبر قبل الخليفة …
قال هارون : وما العمل ؟ حيرتني …؟؟؟!!!!
قال يحيى البرمكي: انا احملك ..ياسيدي واعبر بك ..
… أراد يحيى حمل الخليفه فلم يستطيع ذالك … لضخامة هارون … هنا قام هارون بحمل يحيى على صدره .. وعبر به القنطرة …
… عند الضفة الأخرى من النهر ، استقبلهم ورحب بهم ، فلاح ينتمي الى فئة البرامكة .. وقام بخدمتهم.
وقدم لهما أجود ما عنده من الشراب والطعام …و شعرا عنده براحة تامة..
، وعند مغادرتهما للبستان طلبا منه ، إن يقضيا له اي حاجة يريدها ، جزاء ما قدمه وحسن صنيعه لهما …
فقال هارون: سل حاجتك…
قال الفلاح: سيدي حاجتي سهلة ويسيرة و ان توعدني بقضاءها… .
قال هارون: وما هي … حتى اقضيها لك …
قال البرمكي : يا سيدي أريد منك كتاب موقع بختم يدك .. بأني لا انتمي إلى البرامكة ، لا من قريب أو بعيد ولا توجد اي صلة تربطني بهم …..
هنا اصاب هارون ووزيره يحيى البرمكي الدهشة والصدمة من هذا الطلب الغريب
قال هارون: ما هذا الطلب الغريب ؟؟!!!! …. جميع الناس بهذه الدولة ، تتمنى أقل صلة تربطهم بالبرامكة ، كي يحظوا ببعض الامتيازات والجاه… وانت تريد الخروج من عشيرة البرامكة وهم اليوم قادة الدولة ….
قال الفلاح البرمكي: هذا طلبي ، وانت وعدتني بأنك ستنفذه لي …. وارجو إن تفي به ….
قال هارون: لك ما تريد …. وامضى الكتاب بخاتمه….. وهارون ووزيره في حالة من الاستغراب الشديد !!!!!!؟؟؟
…… مرت الايام والسنين ، حتى جاء ذلك اليوم الاسود على البرامكة .. وانقلبت أحوالهم ،
وقام هارون الرشيد . …. بالقضاء عليهم بلا هوادة واي احد في الدولة الاسلامية من البرامكة يعتقل ، وتصادر امواله …. وحتى من هو موالي لهم تجري عليه احكام البرامكه ، فالكل كان يتبرء منهم ، الذين بالامس كان الجميع يتمنى الانتساب لهم ….
((ولكن هذه الدنيا لا ينجو منها الا من عرفها وفهمها))
جاء الدور على الفلاح البرمكي… لاعتقاله ومصادرة أمواله وأرضه ، هنا عرض الفلاح البرمكي وثيقته المختومه من هارون الرشيد…. يؤكد فيها بأنه لا ينتمي للبرامكة …
هنا أمر هارون بإحضار هذا الفلاح البرمكي، المدعي عدم انتسابه
… وعند حضوره إلى مجلس هارون … دار بينهم الحديث الأتي:-
هارون : تدعي إنك لست من البرامكة ، وأني من أمر بذلك
الفلاح : نعم يا أمير المؤمنين … الأمر هو كذلك …واستخرج الوثيقة ، التي ختم بها هارون بنفسه عليها…
… فتذكر ذلك اليوم وما حصل .. وكيف ان هارون… هو من ختم الوثيقه ….
هنا ازدادت دهشة هارون ….
قال هارون : وكيف ذلك ، وكيف عرفت إن مثل هذا اليوم سيحصل للبرامكة وأردت البرائة منهم….
الفلاح البرمكي: عرفت ذلك من خلال ما فعلته انت برفعك لوزيرك يحيى البرمكي على كتفك وعبرت به القنطرة … عرفت إنك كما رفعته على كتفك سوف تنزله تحت اقدامك يوم ما…. وما كان من هارون الا ان عفا عنه واقر له بفراسته ، وبعد نظره …