بقلم : عبدالحسين عبدالرزاق …
قبل ايام عدة كان الكاتب والصحفي الكبير الاستاذ هاتف الثلج قد نشر على صفحته على الفيس بوك
كلاما بليغا استفز به مشاعري وأوجع قلبي واستدر دموعي
الاستاذ هاتف قال في منشوره وبما معناه لقد اقعدت كورونا اللعينة من كان يسعفني ويحاول ان يحميني منها ويقصد بذلك ولده الكبير الذي اصيب هو الاخر بكورونا وهو يسهر على راحة ابيه فاصبح الاثنان في حاجة لمن يسعفهما
ولو كان بيدي لذهبت اليهما وقدمت لهما ماهما به من حاجة الى الخدمة ولكنني مقعد في البيت منذ فترة طويلة وامراضي كثيرة وارجو من الاستاذ هاتف ان يعذرني لانني لا خيل عندي اهديها ولامال
تذكرت هذا المنشور وانا انظر في الاموال الطائلة اللتي قبضها بعض اصحاب الصحف عن اجور الاعلان فيها من قبل محافظة البصرة وبعض هؤلاء واعني بهم اصحاب هذه الصحف من الاميين الذين لايجيدون كتابة سطر واحد.
اقول الى اين ستذهب هذه الاموال ومن هو المستفيد منها في النهاية ؟؟؟؟
هل الصحفيون هم من سيحصلون على نصيب منها ؟؟؟
ام انها ستذهب الى خزائن هؤلاء الاميين يستأثرون بها وحدهم دون غيرهم وشتان ما بينهم وبين الاعلام في الصحافة الذين افنوا زهرة ايامهم في القراءة والكتابة ليأتي بعدهم كل من هب ودب فيبسط يده على ماكان يجب ان يكون لهم اي هؤلاء الاعلام لو كانت هناك حقوق فعلية للصحفي والكاتب وظوابط وشروط مهنية تجعل منح الامتياز للصحيفة على اساس الكفاءة والجدارة والتاريخ المهني العريق ووجود كادر صحفي يتمتع بكل هذه الصفات وليس على اساس المليون دينار المستقطع من حقوق الصحفي الذي يدفع للنقابة كل سنة او الولاء لهذا او ذاك.ممن يقبضون على السلطة في نقابة الصحفيين
نعم هذه هي الشروط الحقيقية اللتي كان من واجب نقابة الصحفيين ان تستبسل في الدفاع عنها ومطالبة مجلس النواب بتشريع القوانين اللتي تضمن للصحافة ازدهارها وللصحفيين استمرارهم في الحياة
ان للصحفي حقه ان يعمل وان يعيش بشرف وكرامة وعلى جميع اصحاب الصحف ان يدركوا ان موارد الاعلان هي للصحفيين جميعا وليس لهم وحدهم
ان ما يحدث الان هو ان اغلب الصحف تخلو من الكتاب والمحررين والمصممين الحقيقيين من ذوي الخبرة العملية والدراية بفنون الصحافة
واذا ما عمل صحفي حقيقي في جريدة فأن نهايته ستكون ( يعطيك العافية ) وهي العبارة التي يستخدمها ارباب العمل في الاردن مع العمال العراقيين عندما يقرر رب العمل تسريحهم بلا حقوق وهذا ما حصل معي انا شخصيا في جريدة الدستور التي يرأسها باسم الشيخ وجريدة الشرق التي يرأسها عبدالرسول زيارة الاسدي
فبعد ١٦ سنة من العمل الجاد الذي أرسى دعائم الشرق على أسس قوية
يأتيني عبدالرسول زيارة ليقول لي كما قال لي باسم الشيخ ذات يوم :-
يعطيك العافية
أي ارحل من غير مطرود ولا تفكر بشيء أسمه حقوق
هذه هي معاناتنا مع صحف تعمل من اجل الفلوس فقط وليس من اجل صحافة وطنية حقيقية
ففي هذه الصحف كل شيء ابلاش فلا رواتب ولا مكافآت وان وجدت فهي لا تكفي لتسديد متطلبات الخمرة من نفقات وليس ان تكفل بها لعائلتك عيشا كريما
ولنقابة الصحفيين اقول :-
هؤلاء الاشخاص مثل باسم الشيخ وعبدالرسول وغيرهم كان يجب ان يحاسبوا
ويطلب من الجهات الحكومية ان توقف التعامل معهم وليس عبدالحسين او غيره من الصحفيين الحقيقيين
ترى هل من مراجعة جدية لهذه الاخطاء التاريخية ؟؟؟؟؟؟؟
ام ان المقادير قد حكمت علينا بأن نعيش هكذا بعيدين عن حقوقنا في الحياة الكريمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟