بقلم : عبدالحسين عبدالرزاق ….
ما سبب تخلفنا وفقرنا ومرضنا وبقاء بلادنا على ذات حالها السيء
من غير ان نرى املا في التغيير
سأتحدث بصراحة واقولها بجرأة
لو كان كل انسان عندنا يعمل بكل ما عنده من طاقة
ويبدي كل ما في نفسه من اخلاص لما بقي حال على حاله ولتغير كل شيء باسرع ما يكون
ولكن مشكلتنا نحن في العراق واقولها للأسف
هي أننا لا نعرف ماذا نعمل وما هي غايتنا مما نعمل وما ستكون آثارها في المستقبل
واذا عملنا فنعمل بربع الطاقة التي عندنا وربع الوقت المتاح لنا
نحن شعب يعشق الكسل والعطل ففي العراق اليوم ومن اصل ٣٦٠ يوم وهو عمر السنة
هناك ١٨٠ عطلة دينية ورسمية وكأن الله قال للمسلمين اجلسوا في بيوتكم ترزقوا بلا حساب
ان الله جل في علاه لم يقل هذا ابدا وانما قال :-
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
اما ان نعطل اعمالنا ونغلق ابواب ارزاقنا وارزاق الآخرين بدعوى ان في هذا اليوم حدث الحدث الفلاني فهذا خطأ عظيم
ان يوم هجرة الرسول من مكة الى المدينة كان يوم عمل وليس يوم راحة وكسل وكذلك يوم عاشوراء فقد كان هو الآخر يوم عمل وعمل كبير وجبار وليس يوم راحة وكسل
وان تعطيل الاعمال في هذه الايام انما ينطلق من مفاهيم غير صحيحة
ان الاحتفاء بهذه الايام العظيمة لا يعني ان نجلس في البيوت لنطبخ القيمة والهريسة ونوزعها على البيوت
هذا تصرف غير صحيح للغاية لاسباب عديدة
اولا لأن تعطيل الاعمال يعني تعطيل الارزاق وخاصة بالنسبة لمن يعملون بالاجر اليومي فليس كل الناس موظفين عند الحكومة ويستلم راتبه في كل الاحوال وسواء ادى عملا او لم يؤديه
اغلب الناس عندنا غير ذلك
سيقول البعض ان بامكان الفقير ان يذهب هو وعائلته الى الموكب ويأكل من زاد ابي عبدالله عليه السلام
ولكن ماذا لو كان هذا الفقير او احد افراد عائلته مريض بارتفاع ضغط الدم او السكري او احد الامراض الاخرى التي تمنعه من أكل القيمة والهريسة
ماذا يفعل هذا الانسان ؟؟؟
وماذا لو كان هذا الفقير مريضا والمرضى عندنا بالملايين وليس بالآلاف وفي حاجة الى مراجعة الى الطبيب او في حاجة الى الدواء ؟؟؟
ماذا يفعل ؟؟؟
هل يذهب الى الموكب ليفحص او يعطوه دواءه الذي وصفه له الطبيب المختص ؟؟؟؟
ان البعض يعتقد ان الاجر والثواب يقتصر على ان ينحر الذبائح ويطبخ الطعام حتى ولو كان من مال مسروق او مال حرام
ثانيا :-ان الامام الحسين لم يقتل من اجل ان تصبح ذكرى استشهاده يوما للبكاء ومن بعد البكاء الاكل
هذا مفهوم خاطئ
و في قول سيد الشهداء :- انما خرجت للاصلاح في امة جدي
في هذا القول ما يغنينا عن كل قول آخر
وفي العراق اليوم أي الارض والبلاد التي سال عليها او فيها دمه الشريف
في هذه البلاد اصبح الفساد وقد جاوز المدى
وعلينا وفي هذه الايام العظيمة بعظمة الموقف الجهادي العظيم لابي عبدالله عليه السلام ان نخرج كما خرج هو للاصلاح
علينا ان نحاسب انفسنا اولا ونسألها عن اسباب قعودنا عن مكافحة الفساد ومواجهة الظلم
هذا ما يريده ابو عبد الله منا
علينا ان نقف مع المظلوم وليس مع الظالم وان نرفض كل ظاهرة من ظواهر الفساد والظلم
اما ان نجلس لنبكي الحسين ونترك الفاسدين والظالمين يعبثون في البلاد فأن الحسين براء منا ومما نفعل
ثالثا :-علينا ان نعطي هذه الذكرى حقها بالعمل الاصلاحي وفي مقدمة ذلك ان نقضي على الفقر والمرض قبل كل شيء
في العراق اليوم هناك ما يزيدون على ال ٤٠ في المائة من اصل ٤٠ مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر
ماذا صنعنا لهؤلاء ؟؟؟
ويحدث هذا والعراق من اغنى البلدان
ترى لماذا يحدث هذا ايضا ؟؟؟
اين تذهب هذه الاموال العظيمة ؟؟؟
بالامس عثرت الاجهزة الامنية على اكداس مكدسة من الدولار الامريكي في احد بيوت مدير عام تجارة المواد الغذائية
ترى من أين له هذا ؟
اليس سوى حرمان الفقراء من حقوقهم في الحصة الغذائية كان مصدرا لهذه الاموال العظيمة
ولعل ما يزيد كل غيور الما وحزنا ان الخبر يقول هذه الاموال وجدت في احد بيوت سارق لقمة خبزة الفقير
اي هناك بيوت اخرى تعود ملكيتها له
وغدا وعندما يمثل هذا المجرم امام القضاء تبدأ الضغوط الكبيرة والشديدة على القضاء ليجدوا له مخرجا ينجيه مما يجب ان يكون عليه العقاب
وختاما اقول :-
لتكن مناسبة ذكرى استشهاد أبي عبدالله الحسين عليه السلام
بداية الطريق الى الاصلاح والقضاء على الفساد والفاسدين