بقلم : د. منال فنجان …
بعد عام ٢٠٠٣ مع الحرية وفسحة التعبير وحلاوة الانتقاد بلا خوف بعد نظام لا يشابهه سواه بحبس حتى الأنفاس وليس فقط الكلام
مع معادلة حاكمة جديدة ليس فيها أي مركزية ولا صلاحية متفردة معلومة حتى ضاع فيها المسؤول ولم يعرف مسؤوليته وتاهت الصلاحيات بين رؤوس لا تعد ولا تحصى لتتراكم المشاكل وفواعلها واثارها
مع هذا المشهد ضاعت فيه بوصلة الحق لنعرف ما دونه الباطل
وفُرط في قيم فصلت هذا ألجيل عن جذوره وعمقه التاريخي والحضاري والاخلاقي والديني
حتى بات بلا انتماء
فعندما نرى ان العراق محل للانتقاد حد التسقيط الفاحش في المحافل الدولية والمؤتمرات داخل العراق وخارجه بشكل يخرج عن السياقات المقبولة بحدودها العليا لأكثر البلدان تطورا وديمقراطيةً
من المحسوبين على الثقافة واشباهها ومنظمات مجتمع مدني واعلاميين وفنانين وسياسيبن
مرة بحجة. الحرية ومرة بحجة الموضوعية والحياد ومرة أخرى لاسترضاء الآخرين
ليبقى العراق محلا للتشريح والتمزيق والسخرية من محبيه واعدائه على حد سواء ولا بواكي له
وحين رسخ الإعلام صورة السراق والسرقة بالمظلومية وحول المنتهكين والمتجاوزين إلى أصحاب حق وابطال في انتزاع تلك الممتلكات والتعدي عليها
وان كل من يواجه هذه الحالة من قوى أمنية او ملاكات بلدية فهو ظالم ومتعدي يستحق المواجهة، حول هذه الصورة إلى عشرات حالات الطعن والضرب بالحجارة والطلقات النارية لهذه الملاكات دون رد من الحكومة!!!!
وتستغربون قتل مدير بلدية كربلاء؟!
وحين يتم تصدير صورة رجل قوى الأمن من شرطة وجيش على أنهم متعدين وظالمين تجب مواجهتم والتقليل من احترامهم وملاحقتهم عشائريا دون رد من الحكومة!!!! يحفظ لهذه القوى هيبتها وحقوقها واحترامها بالشكل الذي يمكنها من أداء واجبها،
وتستغربون من انفلات الوضع بالتحرير والجنوب والوسط!!!!!!! بالشكل الذي افرغ المشهد ليتلاعب به كل أصحاب المشاريع!!!!
نظرنا كثيرا وتحدثنا كثيرا تلميحا وتصريحا عن ان الكلمة مسؤولية
وان تسقيط الدول احيانا يكون على أيدي ابنائه المحبين
وصلنا لمنعطف خطير سيهدم البناء على رؤوسنا جميعا
ولا تبنى الدول بالنصح والارشاد، بل بالقوة والقانون
فالسرقة هي وحدة واحدة لا تتجزا ان كانت من مسؤول او مواطن
والخيانة واحدة لا تتجزا ان كانت بفعل او بقول من محب غبي او عدو،
والعمالة واحدة لا تتجزابشكل مباشر صريح او مبطن،
والتشهير والقذف واحدة لا يتجزءان،
انقذوا العراق من الاغبياء والاعداء