بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
حاول ان تثني على شخص ناجح وتكتب عنه بضعة كلمات على صفحات منصات التواصل، أو حاول ان تنتقد فشله في عمله، سوف تفاجئك ردود افعال بعض الناس وتعليقاتهم، ففي كلتا الحالتين ستجد من يتهجم عليك. . .
ان قلت عنه ناجح كذبوك وجاءوك بما يثبت العكس، ونقلوا لك صورة بشعة عنه، وان قلت انه ارتكب الاخطاء والهفوات كذبوك واتوك بالنقائص. فبعض الناس لا يتردد من اعلان الخصومة حتى مع أنفسهم، وما اكثر المتخاصمين مع أنفسهم، الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب. فهم لا يرجعون إلى حق، ولا يقصرون عن باطل. .
من الصعب أن يتناقص الإنسان مع ذاته، وهو الذي يفترض أن يكون الأكثر اتزاناً وعقلاً وحكمة ورجاحة، لكنه يخطئ فيناقض ما يؤمن به في الحياة، وربما أطلق أحكاماً في مواقف تخالف ما كان ينادي به، فلماذا لا يسأل نفسه عن سر التناقضات التي يعيشها. .
فهناك من يدعي المثالية فيناقضها في موقف. ومن يدعي الصدق فيناقضه في مواقف أخرى. ومن يدعي الشهامة والإنسانية فيناقضها. ومن يدعي أموراً كثيرة في الحياة فيناقضها باستمرار. .
والاغرب من ذلك كله انك إذا فعلت الخير سيتهمونك بأن لك دوافع أنانية خفية، واحيانا إذا أعطيتهم أفضل ما لديك يرد عليك بعضهم بالإساءة.
فالعقل الجمعي المشاكس يراوح مكانه، ويدور حول نفسه كحجر الرحى. فما بالك اذا كان متخاصما مع ذاته ؟؟. .