بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
من الامثال الشامية الشائعة، نذكر المثل الذي يقول: (قالوا: يا فرعون مين فرعنك. قال: ملقتش حدا يردني) لقد جاء هذا المثل ليؤكد أن المجتمع المحيط بالمدراء الفاشلين كانت له اليد الكبرى فى تشجيعهم على التمادي والمضي في ممارسة الاستهتار، فالخوف والسكوت عن الحق، وإعطاء هؤلاء المدراء أكثر من قيمتهم واكثر من مكانتهم قد يكون السبب فى فسادهم وتعاظم النزعة الشريرة في نفوسهم. .
سألني استاذ في جامعة البصرة قبل بضعة أيام عن هذا الصمت المريب الذي خنق أصوات رجالات الموانئ وأسكت خبراءها ورموزها، فقلت له: ان انفصال فرحان عن الوزارة، وتمتعه بالاستقلال التام، وتفرده في قراراته الارتجالية، وتلقيه الدعم المطلق من جهات سياسية متنفذة، هو الذي جعله يتفرعن على كبار الموظفين، وهو الذي جعله يستبعد المعترضين على هفواته المتكررة، فكان مصيرهم الترحيل القسري الى المواقع المينائية البعيدة، ولديه الآن نوايا للتخلص من بعضهم بنقلهم ونفيهم خارج الموانئ. .
من كان يتصور ان (فرحان) الذي جاءوا به من خارج الموانئ هو الذي يتحكم الآن بخبراء الموانئ الذين سبقوه في الخدمة، وتفوقوا عليه في المهارات، ولن يرتقي أبدا إلى مستوياتهم العلمية والمهنية ؟.
ومن كان يتصور انه يحظى في البصرة بالدعم من بعض المنتفعين والانتهازيين الذين منحوه صولجان التفرعن، وألبسوه جلباب العظمة الزائفة، وتبرعوا بتلميع صورته. .
وصدق شاعر العرب الكبير في رائعته (أي طرطرا تطرطري)، التي نستشهد هنا بمقطع منها، يقول فيه:-
وهللي وكبري، وطبلي لكل ما يخزي الفتى وزمري، اعطي سمات فارع ٍ شمردل ٍ لبحتري، واغتصبي لضفدع ٍ سمات ليث قسور، وبالمديح بخري، وشبهي الظلام ظلما بالصباح المسفر، وألبسي الغبي والأحمق ثوب عبقري، إن قيل ان مجده مزيف ٌ فأنكري، أو قيل أن بطشه من بطشهم فغالطي وكابري. .
والحديث ذو شجون. .