بقلم : أياد السماوي ….
نقلت وسائل الإعلام المحلية عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال لقاءه عددا من الإعلاميين قوله أنّه ( بحوزتنا 18 ملّف فساد إذا اطلعتم على تفاصليها ستصابون بأزمة قلبية ) .. قول رئيس الوزراء إذا اطلعتم على تفاصيلها ستصابون بأزمة قلبية , يعني أنّ تجاوزا كبيرا على المال العام العراقي وحقوق الشعب العراقي قد تمّ في هذه الملّفات الثمانية عشر يفوق الخيال ويسبب أزمة قلبية لمن يطلّع على تفاصيله , ولا شّك أنّ كلام رئيس الوزراء فيما يتعلّق بعدد ملّفات الفساد التي تسبب أزمة قلبية , غير صحيح بالمرّة , والصحيح هو أن عدد الملّفات التي تسبب هذه الأزمة القلبية يتجاوز المائة ملّف وليس ثمانية عشر ملّفا .. رئيس الوزراء لم يذكر شيئا عن هذه الملّفات سوى أنّها تسبب أزمة قلبية ولم يتحدّث بأكثر من هذا .. هنالك أسئلة هامة لم يتطرّق لها منها على سبيل المثال لا الحصر , لماذا لم يكشف رئيس الوزراء ما هي هذه الملّفات ؟ ومن هي الجهات التي توّرطت بها ؟ وفي أي وزارة أو مؤسسة حكومية أو حكومة محلية ؟ وكم هي الأموال التي نهبت من المال العام في هذه الملّفات ؟ وماذا بشأن عشرات ملّفات الفساد الأخرى الأرببعين التي تحدّث عنها عادل عبد المهدي في بداية تسلمه رئاسة الوزراء ؟ وهل أنّ عقود شركات الهاتف وعشرات العقود التي وقّعتها حكومتك خلافا لتعليمات ضوابط العقود وتعليمات قانون الموازنة العامة , وملّف التعيينات في الدرجات الخاصة , وملّف الأموال التي تسلّم إلى حكومة الإقليم خلافا لقانون الموازنة من ضمن هذه الملّفات الثمانية عشر ؟ وماذا عن ملّف جهاز المخابرات الذي تحوّل في عهدك إلى جهاز لقيادة الجيوش الألكترونية والتجسس على السياسيين والكتاب والإعلاميين المعارضين ؟ وماذا بشأن عمليات التعذيب المفضي للموت في لجنة أبو رغيف ومراكز الشرطة ؟ وماذا عن الأجهزة الأمنية والاستخبارية التي تحوّلت إلى أوكار لأزلام البعث المنحل ؟ وهل يعلم رئيس الوزراء أنّ عدد ملّفات الفساد التي وقعت خلال فترة حكمه القصيرة والتي تسبب الأزمة القلبية والجلطة الدماغية يفوق كلّ ملّفات الفساد منذ سقود النظام الديكتاتوري عام 2003 وحتى اليوم المشؤوم الذي ارتقى فيه منصب رئاسة الوزراء ؟ ..
ثمة أسئلة أخرى يا جناب رئيس وزرائنا المفوّه والضليع بعلوم التجسس على السياسيين والمعارضين وقيادة الجيوش الألكترونية ( سيدة الخضراء مثالا ) .. إذا كانت الملّفات المقصودة بهذا المستوى من الفساد فلماذا لا تعلن عنها للشعب والرأي العام العراقي وتعلن أسماء الجهات المتوّرطة فيها كي يعلم الشعب من هم الذين سرقوا ثرواته وثروات أجياله القادمة ؟ كي لا يقع في خطيئة إعادة انتخابهم ونحن على أبواب انتخابات عامة ؟ إليس الحفاظ على ثروات الشعب جزء من القسم الذي أقسمته أمام الشعب ؟ أم أنّك قد اقسمت على تبديد ثروات الشعب وعقد الصفقات المريبة وأخرها صفقة عقد شركة توتال الفرنسية مع وزارة النفط العراقية والتي حصلت شركة توتال بموجب هذا العقد الخياني على 29 % من حقل أرطاوي النفطي ؟ أليس توقيع هذا العقد الكارثة مع توقيع عقود شركات الهاتف النّقال وعقود إعمار المناطق المحرّرة التي يسيطر عليها أبن الرفيق ريكان الحلبوسي قد تسببت بأزمات نفسيّة وصحيّة لعموم الشعب العراقي ؟ وهل تعلم أنّ أزمة الشعب العراقي النفسية بتوّليك منصب رئاسة الوزراء ستعاني منها الأجيال القادمة ؟ أيّة أزمة أكبر وأعظم من أزمة تنصيبك رئيسا للوزراء ؟ .. في الختام نقول .. حسبنا الله بمن جاء بك رئيسا للوزراء أيها البلاء العظيم ..