بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
اشتركت معظم الأبواق العراقية المأجورة في تحريف مواصفات المشروع الذي قارب على الاكتمال، ورسمت له أبعاداً خرافية لا يقبلها العقل والمنطق، فالنفق البحري الذي باشرنا بحفره تحت ترعة خور الزبير بطول كيلومترين فقط، ليربط ميناء الفاو بميناء ام قصر أوشك على الانتهاء، لكن الأبواق العراقية المسمومة والمتخصصة بتزييف الحقائق اشتركت كلها بإطلاق الشائعات، وحولت المشروع الى مادة للتهكم والسخرية، ومنحت نفسها حرية التسفيه والتكذيب والتشويه، فقالت انه سيربط البصرة بالبرازيل، وكان من الطبيعي ان يصدقها أصحاب العقول المشفرة الذين ظلوا يرددون هذه الاكاذيب حتى يومنا هذا على الرغم من وضوح صورة المشروع. .
https://youtu.be/N-PfYFeKrbw
قبل بضعة أيام قرأت بعض التعليقات الساخرة، وحزنت كثيرا عندما اكتشفت انهم مازالوا يتداولون تلك الأكاذيب التي انتجتها القنوات المغرضة. لكن مشكلتنا في العراق ان الناس يصدقونها بسرعة، وتبقى راسخة في عقولهم، فالكارثة ليست فيمن يكذب، لكن فيمن يصدق. فالذي يدقق في مصداقية تلك القنوات، يكتشف منسوب المعلومات الخاطئة، أو الصادقة جزئيا، والكاذبة في بقيتها، وهكذا معلومات يتم تناقلها بسرعة البرق، لأن الكل يميل إلى الإثارة، وإلى السلبية، والى البحث عن مطعن في شخص ما، أو جهة محددة، دون تدقيق في المعلومات، أو حتى تصديق لنفيها. .
ويبين لكم الرابط المرفق مع هذا المقال (بالصوت والصورة) مدى تقدم العمل في مشروع النفق على أرض الواقع، لكن هذا الرابط لن يغير المفاهيم الخاطئة التي ترسبت في أدمغة الكثيرين من الذين انساقوا وراء الأكاذيب وشاركوا في ترويجها. .
هذا يعني أن لدينا أزمة من عدة جوانب، تتمثل بغياب الثقة، فلا أحد يصدق أي تصحيح أو نفي، وكأن هناك إصراراً على تصديق كل ما هو سيئ. .
فمن أراد ان يراك مخطئا سيراك حتى لو فقد بصره وحتى لو كان كفيفاً. .