بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
شهدت الساحة الاقتصادية هذه الأيام تواصلاً خليجيا مباشراً مع كبار الصناعيين العراقيين عن طريق الهاتف لجذبهم وتوفير المظلة اللازمة لدعمهم، وتشجيعهم على نقل نشاطاتهم الصناعية الى سلطنة عمان او المملكة العربية السعودية. .
المؤسف له انه في الوقت الذي يتعرض فيه القطاع الصناعي الخاص لسلسلة متوالية من المنغصات المزعجة، يتلقى الصناعيون العراقيون عروضاً مغرية تحثهم على مغادرة العراق والتوجه نحو المدن الصناعية الخليجية التي فتحت اذرعها لاحتضانهم ورعايتهم، وتقديم كل التسهيلات التي يحلمون بها من دون مقابل. بل انها عرضت عليهم مجموعة من الفرص المجدية آخرها طرح إمكانية الوصول إلى صندوق استثماري مدعوم من طرف الحكومات الخليجية، بالإضافة إلى العديد من المزايا الأخرى التي تمس الضرائب، والحق في التملك بنسبة كاملة. .
ويرى الخليجيون ان استقطاب القطاع الصناعي العراقي الخاص يعزز نجاح جهودهم الحثيثة نحو تحسين بيئة الأعمال. .
آخذين بعين الاعتبار أن أبرز عوامل جذب الصناعيين العراقيين تعتمد على توفير الدعم والحماية والمزايا التي يتم تقديمها أمامهم بمختلف الخطوط الإنتاجية. .
لا شك أن استمرار المحاولات الخليجية لجذبهم سيكون له دور في رفد اقتصاديات تلك البلدان بالأموال والخبرات، لكن تلك المحاولات ستكون لها نتائج سلبية في إضعاف نمونا الاقتصادي، وإفساح المجال لهيمنة البضائع المستوردة، وحرمان العاطلين من فرص العمل، وانهيار البنى التحتية. .
من المؤسف ان نرى حماس القوى الخارجية وتهافتها نحو استقطاب رجالات القطاع الصناعي الخاص، بينما تتوسع لدينا الارادات الداخلية لمحاربتهم وتعطيل عجلة الصناعات الوطنية. .