بقلم حسن المياح …
《 الجزء الأول 》
ي والله هكذا يتحدث السياسيون عن وثيقة شرف تجمعهم وتربطهم وتقيدهم … وهم المتفرقون المتنابذون ، اللعوبون المتهالكون … ولو كانوا شرفاء عقيدة ومهنة وسلوك ، لما إحتاجوا الى عقد ملزم يجمد إنحرافهم وفسادهم ومكرهم وغدرهم ، وما الى ذلك من ألاعيب السياسة الراقصة الدلوع اللعوب ….
السياسة أصلها الثابت وأساسها لبناء تحتي صلب هو الصراع على المصالح ، والتنافس على المنافع ، والطريقة المستخدمة في هذا الصراع ، وهذا التنافس هي الطريقة المكيافلية التي تنص على أنك إذا أردت أن تحقق غايتك ، فإلتمس أي طريقة تريد وتقدر وتستطيع بغض النظر عن كل طهارة ونزاهة ، وصدق ووفاء ، وكرامة ومسؤولية ، وإنتماء وولاء … لأن متطلبات منفعة الذات المستأثرة آحتكار منفعة ، وتجيير مصلحة ، تأمر بذلك .. وهي القائمة على أساسه كبناء تحتي صلب تشييد على أساسه كل الصراعات والتنافسات …. فبعد كل هذا — في السياسة والسلوك المتصارع — عن أي شرف تبحث ، وأي كيفية وثيقة طهر تحقق ذلك ، ما دام ” فاقد الشيء لا يعطيه ولا يبرزه ولا يقدمه ولا يتوسله ولا يريه ” … ؟؟؟ !!!
في السياسة المصلحة والمنفعة هي الأساس ، وما إثبات الوجود الفاعل المؤثر ، آن هو ، إلا بناءآ علويآ يشاد على أساس ، قوامه المصلحة والمنفعة … ولذلك ترى في السياسة أن هناك مصالحآ دائمة ، وليس علاقات أو مواثيقآ ، أو إتفاقات دائمة …. الدائم هو المصلحة والمنفعة … وكل شيء خلافه هو هراء ومكاء ، وتصدية وبكاء ، ونواح وهواء …..
كلامنا هذا ينطبق على السياسة لما تكون إشعاعآ ، وليست هي إنعكاسآ لما يشع عليها من موجات طاقة توجيه , لأن للسياسة أنواعآ من الكينونة ، ونماذج وجود ….
فالسياسة لما تكون هي الأصل وهي الأساس وهي السلطان الحاكم وهي المنبع وهي المغذي … فهي طاقة إشعاع تبث تموجاتها الى الميادين التي تتناولها وتحكمها وتتسلط عليها وتؤثر فيها , وأنها تغيرها , وهذا هو نوع السياسة الذي كنا نتحدث عنه ، وعنها ، ونقصدها في المقال ….. وهذه السياسة هي الحاكمة وليست هي المحكومة ، أو التابعة لما هو يغذيها سلطان توجه وإرشاد , وأنها المتبوعة ، وهي الأساس ومنبع أصل وجود وأساس تصرف وسلوك قائد راشد موجه متحكم ……
وأما السياسة التي هي تبع , وأنها محكومة ومرشدة وموجهة …. , فهي السياسة لما تكون تابعة وليست أصلآ , وأنها مقودة لما هو أساس وعقيدة , وأنها تتصرف وفق مفاهيم ومعايير , وقواعد وسلوك , الأصل الذي يوجهها … وهذا الأصل والأساس هو العقيدة , كما هي السياسة في دين الإسلام , فأنها ميدان خوض ، وجزء من تركيبات أجزاء مكونات هيكل دين الإسلام القائم على أساس عقيدة لا إله إلا الله ، القائدة الحاكمة المتسلطة الموجهة الراشدة ….. فالسياسة في الإسلام تابعة ومقودة ، وموجهة ومرشدة … ; بينما السياسة المتداولة اليوم والتابعة الى أنظمة وضعية — نتاج تفتق عبقرية ذهن بشري — متعددة متنوعة , فإنها تمثل مصدر إشعاع ، وطاقة بث إتخاذ سلوكيات تعامل ومعالجة , فهي قائدة وليست مقودة …..
ولا نطيل الكلام عنها , فأنها ستكون عنوان حلقة أو حلقات من مجموعة موضوع “” الحقيقة والنقد “” .
ولنا وقفات مهمة وضرورية كذلك مع الإعلام والإعلاميين , والصحافة والصحفيين , التي والذين مادتهم وأصل حراكهم الذهني المعرفي إعلامآ وصحافة … هو السياسة …. فهم المتقلبون المتحولون … كما هي السياسة المتقلبة اللعوب ، المتحولة الشلولو الكعوب …..
وراقصتنا الجميلة الجذابة أرادت أن تجرب حظها لما تهيأت لها الفرصة مع السياسي المسؤول الفاسد ، لما عركته الظروف ، وزاحمته ، وضغطت عليه ، فما كان مصدر التنفيس له إلا سونية الراقصة ، التي هي مفتاح الحل للمعظلة التي تعرض لها ، وأنها ( المعظلة ) الإختبار الحاسم الصارم الذي يثبت وجوده المكلف المسؤول، ويحافظ على سمت كيانه الحاكم المتسلط …. فتوجه الى سونية وهو في ذلة ضيق محنة ، وحالة إذلال سلوك وتصرف وجود شدة …. فطرق باب سونية في زيارة مفاجئة لها ، ووجد عند الباب مدير أعمالها ‘ شفيق ‘ المائع المستخنث ، وسأله عنها ، ليهيأ له الجو الرومانسي النفعي لزيارتها ومقابلتها … وهذا ما حدث … وكان ….
سونية ماكرة لعوب وهي الراقصة ، حذرة لهلوب وهي الفنانة المقتدرة الموهوبة جمال جذب وخفة حركة ، ودائمآ يكون تصويب نظرها الى ما الجيوب من دولارات … ، وما تحت قيافة البدلة القاط من كيان مسؤول حاكم متسلط نافذ … فإسترخت متدللة ، نافشة شعرها الطويل الأصفر الحرير ، راسمة الخطوط الحمراء الصارخة لون هياج غريزة جنس حريق مكيجة جمال على شفتيها ، وهي الغنوج اللهلوب الطروب ، المائعة الناعمة زحف إفعى سامة عاضة قاتلة جذوب ، المترنحة السهوب …… .
وسنكمل في الحلقة القادمة ‘ الرابعة عشر ‘ شرح سيناريو إتفاق عقد وثيقة الشرف ……..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين …
حسن المياح – البصرة .