بقلم : كاظم فنجان الحمامي ….
يتساءل الناس دائما عن سر اعتماد الشركات العملاقة على الموظفين اللذين تجاوزت اعمارهم الستين عاما ؟، ولماذا يسندون اليهم المناصب العليا في الادارة والقيادة ؟. فظهر بعد البحث الاستقصائي بأن العمر الأكثر إنتاجية يأتي بعد عتبة الستين عاما. .
فقد وجدت دراسة احصائية أمريكية أن مرحلة الإبداع في حياة الإنسان تقع بين الستين والسبعين عاما، اما العمر بين السبعين والثمانين عاما فهو السن الثاني الأكثر إنتاجية. ويتراوح العمر الثالث في ترتيب الإنتاجية من ستين الى خمسين عاما.
آخذين بعين الاعتبار ان متوسط أعمار الفائزين بجائزة نوبل هو ٦٢ عاما، ومتوسط اعمار المدراء التنفيذيين الناجحين في شركة 500 Fortune هو ٦٣ عاما. وهذا يدلنا بطريقة ما إلى أن أفضل سنوات الإبداع للانسان تتراوح بين (٦٠ – ٨٠) عاما، ففي هذا العمر يقدم الإنسان أفضل ما لديه في العمل.
ووجدت دراسة نشرت في NEJM أنه في عمر الستين يصل الإنسان إلى ذروة المهارة والإتقان، ويمتلك خلاصة الخبرة المكتسبة، ويستمر بذلك حتى سن الثمانين اذا كان بصحة جيدة. .
لكن المثير للدهشة ان العراق اختار الاتجاه المعاكس، فاستغنى عن خدمات الذين بلغوا الستين، واستبعد الخبراء في العلوم والطب والادارة والهندسة والملاحة والطيران والقضاء واساتذة الجامعات والمدرسين في معاهد التعليم بكافة درجاتهم. .
المؤسف له انني كنت اقف وحدي وسط البرلمان للذود عن الطيارين والاطباء وربابنة السفن واصحاب المواهب والكفاءات، فجمعت اكثر من ٢٠٠ توقيع لتعديل القانون رقم ٢٦ لسنة ٢٠١٩، لكن محاولاتي باءت كلها بالفشل أمام توجهات الدولة العراقية نحو التسريح القسري للخبراء واحالتهم إلى التقاعد، في حين اطاحت المحاصصة بأركان التوصيف الوظيفي، فضاع الخيط والعصفور، وتساوت الگرعة وأم شعر. .