بقلم : أياد السماوي …
الغدر والخسّة والنذالة وعدم الوفاء وعض اليد التي تمتّد لهم بالحسنى , هكذا هي شيمة الجبناء وفاقدي الغيرة والشرف والقيم والمبادئ , فبالرغم من أنّ عمري السياسي قد بلغ الخمسون عاما , إلا أنّني عاجز عن معرفة أسباب إقصاء تيار قوى الدولة الذي يضمّ كلّ من تياري الحكمة والنصر بزعامة عمار الحكيم وحيدر العبادي من المشهد السياسي ؟؟ فلو أنّ تحالف دولة القانون قد أخذ مكان تيار قوى الدولة في عملية الإقصاء من المشهد السياسي , لكان ذلك منطقيا وطبيعيا كما أقصي الفتح والعزم بهذه الانتخابات المزوّرة من الألف إلى الياء .. أنا شخصيا كنت أتوّقع قبل إجراء الانتخابات أنّ حصّة تيار قوى الدولة من عملية التزوير في هذه الانتخابات ستكون حصة الأسد , وكنت أتوّقع أيضا أنّ رئيس وزراء الغفلة سيكون وفيّا مع من جاء به من الشارع إلى رئاسة الوزراء , وكنت أتوّقع أنّه سياتي بهم بعد الكتلة الصدرية وبما لا يقلّ عن خمسين مقعدا ليضمن تحقيق الكتلة الشيعية الأكبر التي ستعيده ثانية إلى مقعد رئاسة الوزراء , لكنّ غباءه وجهله وغباء من أدار له عملية التزوير هما من دفعاه لاختيار مقعد الحمّام بدلا من مقعد رئاسة الوزراء .. وإلا من كان يعتقد أو يتصوّر أنّ حيدر العبادي الذي جاء بالكاظمي من الشارع إلى رئاسة جهاز المخابرات وعمار الحكيم الذي استقتل من أجل ترشيحه لرئاسة الوزراء وشّكلّ له كتلة انتخابية من 45 نائبا لدعمه في مجلس النواب سيطاح بهم بهذا الشكل التراجيدي ؟؟ وما هي الحكمة من إقصاءهم بهذا الشكل الذي لا يصدّقه حتى الطفل ؟؟ وهل يعلم الغادر الجبان أنّ ما قام به من غدر لمن جاء به من الظلمات إلى النور قد أنهى حلمه بالعودة إلى رئاسة الوزراء ؟؟ فيبدو أنّ الدوائر التي خططت لعملية تزوير نتائج هذه الانتخابات , كانت ترى أنّ عمامة سوداء واحدة تكفي لقيادة البلد في المرحلة القادمة , ولا ضرورة لوجود عمامتين تبدوان في الظاهر منسجمتين ولكنّهما في الباطن متعاديتين .. وهكذا وقع قرار الإقصاء الذي شمل حتى الغبي الذي خرج من المولد بلا حمص .. وكما يقول المثل ( على نفسها جنت براقش ) .. وحتى أكون صادقا معكم أيّها الأحبة أنّ عملية الغدر التي قام بها رئيس وزراء الغفلة بحق الحكيم والعبادي هي العثرة التي ستنقذنا من عودة هذا العميل قاتل الشهيدين إلى رئاسة الوزراء مرّة أخرى .. وليكن درس هذه الانتخابات المزوّرة هو الدافع لنا جميعا بالعودة إلى الله الذي ابتعدنا عنه كثيرا , فإزالة آثار خطيئة وصول مصطفى الكاظمي إلى رئاسة الوزراء , يحتاج إلى شجاعة الاعتراف بالذنب ..