بقلم : اياد السماوي …
احترام القضاء بالنسبة لي شيء مقدّس ولا تعلو على هذه القدسيّة سوى قدسيّة الله سبحانه وتعالى وكتبه وأنبيائه المرسلين وأولياءه الصالحين .. أمّا لماذا يجب أن يكون القضاء بهذه المنزلة ، فذلك لأن الحياة لا تستقيم بغير العدل ، والعدل لا يتحقق إلا من خلال قضاء نزيه وعادل لا يفرّق بين قوي وضعيف وغني وفقير ، ويحكم بالعدل والإنصاف .. وحين يكون هنالك خلل في مسيرة هذا القضاء وتصدر منه قرارات غير عادلة وتتصف بالظلم ، فبهذه الحالة تصبح مهمة تصحيح الخلل هو مهمة الجميع دون استثناء ، خصوصا عندما تصدر من محاكم هذا القضاء أحكاما ظالمة ومجحفة تمّ اتخاذها على أساس اعترافات كاذبة ومنتزعة من قبل السلطات الغاشمة تحت التعذيب الوحشي والتهديد باغتصاب العرض ، هنا تصبح مسؤولية الجميع الشرعية والأخلاقية هي انقاذ دور القضاء في تحقيق العدل والإنصاف .. ولعلّ واحدة من أكبر أخطاء القضاء العراقي هي تلك الأحكام الظالمة والمجحفة التي صدرت بحق متّهمين سيقوا إلى لجنة حكومية تم تشكيلها خلافا للقانون ومارست أبشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي ، وانتزعت اعترافات كاذبة من المتّهمين تحت التعذيب الوحشي ، لتكون هذه الاعترافات المنتزعة بالتعذيب حجّة لإصدار أحكاما أقلّ ما يقال عنها أحكاما ظالمة ومجحفة وغير عادلة .. أملنا نحن أبناء هذا البلد المتطلعين لقضاء عراقي نزيه وعادل ومستقل ، أن يبادر السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور فائق زيدان بإعادة كافة الأحكام التي صدرت بحق المدانين من قبل لجنة الفريق أحمد أبو رغيف سيئة الصيت والسمعة ، وإصدار قرار من القضاء العراقي بحل هذه اللجنة وإحالة جميع الذين مارسوا التعذيب النفسي والجسدي وانتهكوا حرمة الدستور العراقي الى العدالة .. سيدي رئيس مجلس القضاء الأعلى الموّقر .. لن نسكت بعد اليوم عن جرائم لجنة العار أحمد أبو رغيف .. وقد حان الوقت لإعادة النظر في الأحكام التي صدرت بحق المدانين ..