بقلم : حسن المياح …
الإطار التنسيقي يصرح ويقول ، كما أعلن الليلة مغربآ من على شاشة ( i NEWS ) , لما يشكل الحكومة ، فإنه سيرجع سعر صرف الدولار بالدينار العراقي الى ( ١٢٠٠ ) ، وأنه سيكشف السر ، والسبب الحقيقي لرفع سعر صرف الدولار ……. ولا ننسى أن الأعم الأغلب من السياسيين هم يتحدثون ، ويصرحون ، ويؤكدون ، ويؤمنون ، ويزداد إيمانهم الى درجة الإعتقاد الثابت الجازم بما يسمى ب ( المؤامرة ) ….. وأن الإطار التنسيقي بوضعه الحالي المجتمع الذي يضم الكثير من هؤلاء السياسيين الذين يؤمنون بالمؤامرة ، ويحيلون كل تفسير وتحليل لما هو بالضد منهم أنه مؤامرة ، وأنهم يمقتون المؤامرة ويبغضونها ويلعنونها ، وهي التي تعني الخيانة عندهم ، وعند غيرهم ، …… وإذا بهم الآن ، هم المشاركون بالمؤامرة فعل عمل ونشاط وممارسة ؛ وإذا أرادوا أن يستثنوا أنفسهم ، ويعلموا الشعب العراقي ، أنهم لا يمارسوها ، ولا يحبذوها ، ولا يريدوها ، بل ولم يشاركوا بها ، أو يرتضوها ، أو يستكوا عليها ، ويمرروها …… عليهم أن يعلنوا عن السبب الحقيقي وراء إرتفاع سعر صرف الدولار …… قبل أن تواتيهم الفرصة ، ويشكلوا الحكومة ، ليثبوا أنهم صادقون في مقت المؤامرة ورفضها وتجريمها ، وما تسببها من تغييرات ضارة ، وأفاعيل لا يريدونها ، ولا يرغبونها أن تحدث وتكون …… وإلا إذا سكتوا ، فهم المجرمون مع من أجرم ورفع سعر صرف الدولار …. ؟؟؟ !!!
وإلا بأي منطق يفسر سكوتكم ، وقبولكم بإرتفاع سعر الدولار الذي أضر بالشعب العراقي ، وضيق عليه لقمة العيش ، وجعل اللقمة السهلة اليسيرة ( التي هي من أبسط حقوق الشعب العراقي أن يتمتع بها ) على أفراد الشعب العراقي المعدم الفقير أن يتحسر عليها ، ويتمنى الحصول عليها لإشباع حاجته من الطعام هو وعائلته ، بالوقت الذي أنتم وهم حكمتم على الشعب العراقي — من خلال سياساتكم المجرمة الإرهابية الظالمة الحارمة — بالظلم والحرمان ، والأسر والإستعباد ، والجوع وعسر توسل الطريقة التي من خلالها يحصل على لقمة خبزه بعزة وكرامة ، وبجهده الحلال المشروع …. وأنتم الظلمة المترفون رفاهة عيش ، ويسر بحبوحة شبع لأكراشكم المنتفخة حرامآ ، والمتورمة إستئثارآ ، والمنتفشة حقدآ ولؤمآ على الشعب العراقي المستضعف المظلوم المحروم ….. ؟؟؟
بماذا تقابلون ربكم — إن كنتم تفكرون بعبادة رب حي قيوم يحاسب على الصغيرة قبل الكبيرة ، التي تستصغرونها ، وهي عنده كبيرة لما لها من ضرر فادح على خلقه الشعب العراقي العزيز الكريم — ، وبماذا تجيبونه سبحانه وتعالى المنتقم منكم ، الجبار الأكبر على رؤوسكم ، إذا سألكم ( وأكيد أن الله مساءلكم يوم الحساب في المعاد ” قفوهم إنهم مسؤولون ” ) كيف حكمتم لما توليتم السلطة …. ؟؟؟
إرتفاع سعر صرف الدولار في العراق هو جريمة ضخمة كبرى عظمى ، وهو من جرائم القتل والإبادة الجماعية للبشر بقصد وعمد ، لما يكون الحاكم طاغيآ ، مجرمآ ، ظالمآ ، وأنها جريمة فادحة ما بعدها ضخامة جريمة تظاهيها ضررآ فرديآ وإجتماعيآ ، لما لها من تأثير ظالم إرهابي مجرم بحق شعب كامل مستضعف محروم مظلوم يئن من الفقر والعوز ، والجوع والحاجة ، والبطالة وعدم توفير الحاجة الصعبة الشبه المستحيلة للمواطن العراقي من وظيفة ، أو سبب مشروع لكسب لقمة العيش ، التي أصبحت للمواطن العراقي كالحلم الذي يطارده ، ويسعى للوصول اليه ، وهو ليس بالمتمكن القادر على التحصيل ، أو هو الصابر على الجوع ، الذي يناديه ويلح عليه الكفر بأن يأخذه معه ، لأنهما ( الجوع والفقر )《 فعل ورد فعل 》، وكما قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ما في معناه ( أني أعجب لمن يجوع ، ولم يشهر سيفه ) ، بإعتبار السيف ذلك الوقت هو العدة والسلاح …. ، كما أن المعدة إذا جاعت صرخت ، وعجت ، وزمجرت ضجيجآ ، وأج أجيجها ، وأرعدت براكينها وزلازلها بوارقآ ورعودآ ، وأمطرت حممها ومقذوفاتها النارية الملتهبة الظاويةالحارقة الكاسحة القالعة ….. ، ولا صوت في الدنيا أعلى من صوت المعدة إذا جاعت ….. وأن هذا الظلم والألم قد أصابكم ، وعانيتموه لما كنتم في الغربة مشردين متسكعين متسولين ، أو لما كنتم الحلول المضيق عليكم في الوطن تحت سلطان نظام الطاغية الأرعن المجرم صدام المقبور لما تسلط وحكم ، وظلم وإنتقم ، وتجبر وطغى ، وتفرعن وأرهب …. ؟؟؟
هكذا أعماكم ، وذهب ببصركم ، ودمر وأضاع بوصلة بصيرتكم ، الموقع والمنصب ، والوظيفة والتسلط ، والدولار والدينار … وجعلكم كالبهائم الجائعة الطائشة المذعورة التي لا تفكر همآ إلا بعلفها …. ، ومن بعد …. تعرف كيف تربض جلوس إجترار قعدة ترف وهناء ، وإبتهاج وسرور ، لما تملأ أكراشها علفآ ، وتبدأ إجتراره ، لواكة مضغ جديد ، ما جمعته من علف لشراهتها ، وإستئثارها للعلف وحدها …… !!!
إن من قرر رفع سعر صرف الدولار بعد أن كان التعامل به فعلآ على أساس سعر صرف بقيمة ( ١٢٠٠ ) دينار للدولار الواحد ، وأعدتموه في الإجتماع وصيرتموه ” قوة ” بسعر صرف ( ١٢٠٠ ) كما هو في المفهوم الفلسفي للقوة والفعل … ، وبعد الإجتماع – وكلكم حاضرون وموافقون – حولتموه الى الفعل … وصار سعر صرف الدولار المتداول الآن في الأسواق ما بين ( ١٤٨٠ — ١٤٩٠ ) دينار عراقي مقابل الدولار الواحد كتعامل رسمي ……. والآن بفبركة ثعلبية محتالة تريدون أن تبرءوا أنفسكم من الظلم والجريمة ، وتلقوا باللوم ، وتجرمون كما يحلو لكم ، وتريدون أن تعلنوا — إذا شكلتم الحكومة …… ؟؟؟ ، وإذا لم تتهيأ الفرصة لكم بتشكيل الحكومة ، فإنكم الساكتون ( لأنكم المستفيدون ) ، السابتون ( لأنكم العاجزون اللامتضررون ) ، القانطون ( لأن حقيقتكم أنكم خردة غير فاعلين ) ….. !!! ؟؟؟
ولكن …. ما هو موقفكم لو تم التوافق على تشكيل الحكومة منكم ، وممن هو الذي تريدون أن تدينونه بجريمة رفع سعر الدولار ، وتفضحون السبب الحقيقي لرفع سعر الصرف ….. فهل أنتم جادون وعازمون على موقفكم بفضح وإعلان السبب الحقيقي ….. أو تتخلون عن هذا الأمر ، وتركنوه في الدرج ، وتحتفظوا به تلويحآ ، وتهديدآ ، لقضاء حاجة في أنفسكم ، أنتم تريدونها وتعملون عليها … ؟؟؟ وبهذا يثبت كذبكم وزيفكم والمرواغة التي تمارسون … ؟؟؟
This is the question ….. ? as Hamlet said before on the theat ….. !!!
حسن المياح – البصرة