بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
يتكاثر التافهون بشكل مضطرد حول العالم، ويعزا تكاثرهم إلى قوة تكاتفهم وتماسكهم، ودعم بعضهم بعضا، وليس العراق بمنأى عن ظاهرة تكاثرهم بالإنشطار، خذ على سبيل المثال لا الحصر أصحاب الشهادات المزورة، الذين تسلقوا سلم التدرج الوظيفي بسرعات صاروخية، وبدعم من المتنفذين، مستفيدين من شيوع نظام المحاصصة، فلم تمض بضعة سنوات على تسيد أي نكرة من هؤلاء حتى يغدو رمزاً وقدوة في السيرك السياسي، وربما يصبح هو الآمر الناهي، تدعمه زمرة من الإعلاميين المأجورين المتخصصين في التضليل والتطبيل، فتنقلب المفاهيم، وتصبح الفضيلة خطيئة تستوجب العقاب، وتصبح الخطيئة أم الفضائل. وتغدو الطيبة حمقا، والخبث عبقرية وذكاء، ويصبح التوصيف الوظيفي ضربا من ضروب العبث الأكاديمي، ولم تعد للموظف الطموح رغبة في الإبداع والتفوق المهني، فلقد حاصره التافهون، وضيقوا عليه الخناق حتى تحوّل إلى أسير مشلول الحركة، شارد الذهن، مشتت الافكار. .
وفي مجتمعنا اليوم ثمة عشرات الحمقى مقابل كل عاقل، حتى باتت الغلبة محسومة لهم مقابل تراجع العقلاء والحكماء. .
فهل هنالك مأساة أشد وطأة من ان تصبح التفاهة عنواناً لمؤسساتنا التنفيذية، وعقبة في طريق النهوض والنمو والتطور. .
وقديما قال الكاتب النمساوي (لقد هوت شمس الثقافة أرضاً حتى أصبح الأقزام يظهرون بمظهر العمالقة). .