بقلم : أياد السماوي …
( بسم الله الرحمن الرحيم .. سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) ……….. صدق الله العلي العظيم
بعد انقضاء اجتماع الحنانة بين وفد الإطار التنسيقي بزعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر والذي انتهى برفض مطلق من قبل أعضاء وفد قوى الإطار التنسيقي لدعوته لهم بالتّخلي عن ائتلاف دولة القانون وزعيمه نوري المالكي والدخول معه في ائتلاف شيعي بقيادته , تكون الأمور قد أصبحت واضحة لكلّ طرف من أطراف المعادلة الشيعية .. ثلاثة لاءات أعلنها الإطار التنسيقي بعد انقضاء هذا الاجتماع سترسم ملامح المرحلة القادمة وهي , لا تجديد للرئاسات الثلاثة , ولا حكومة قادمة بدون ائتلاف دولة القانون ورئيسها نوري المالكي , ولا مظلّة شيعيّة شرعيّة غير مظلّة الإطار التنسيقي .. وهذه اللاءات الثلاث ليست كلاءات العرب في مؤتمر قمّة الخرطوم الشهير 1967 والتي انقلبوا عليها جميعا , فالتخلّي عن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لم يعد قضية عهد والتزام أخلاقي وأدبي فحسب , بل هو ضرورة وطنية ومصلحة شيعيّة عليا في هذا الظرف الذي يمرّ به البلد , ومحاولات عزل نوري المالكي لا تقف ورائها أيّ مصلحة وطنية أو شيعيّة قط , بل هي أحقاد وضغائن شخصيّة وتصفية حسابات ليس إلا .. أمّا فيما يتعلّق بموضوع عدم التجديد للرئاسات الثلاثة الحالية , فهذا الأمر بالنسبة للإطار التنسيقي محسوم ولا رجعة عنه أبدا , وينطلق من اعتبار واحد لا غيره , هو أنّ تجديد الولاية لأيّ من هذه الرئاسات الثلاثة , يشّكل خطرا داهما على وحدة البلد وأمنه واستقراره وسيادته , ولا بديل أبدا عن عدم التجديد لهم .. واللاء الثالثة والأهم هي أنّ الإطار التنسيقي لم يعد مشروعا لتشكيل الحكومة القادمة فحسب , بل هو مشروع سياسي ستراتيجي بعيد المدى , وهو المظلّة الشيعيّة الشرعية الوحيدة ولا مظلّة غيرها , وهذا المشروع السياسيى سيضم كلّ الطيف الشيعي دون استثناء ..
وبكلّ تأكيد أنّ نجاح هذا المشروع السياسي مرهون بتشكيل الكتلة الأكبر التي ستدخل جلسة مجلس النواب الأولى , فأطراف الإطار التنسيقي لا يريدون الذهاب إلى الكتلة الأكبر بدون الكتلة الصدرية , وهذا ما تجلّى في حراكهم السياسي الدؤوب لضم الكتلة الصدرية معهم في كتلة واحدة قوية تعيد الهيبة والقوّة والمكانة للمكوّن الشيعي وتسير بخطى واثقة نحو تشكيل الحكومة القادمة وتحديد الرئاسات الثلاثة .. وليس بخاف على أحد أنّ أعضاء الإطار التنسيقي إنّما يقومون بذلك انطلاقا من شعورهم العالي بوحدة الصف ومواجهة الأخطار المحدقة بالبلد بالرغم من كونهم هم الكتلة الأكبر .. وإذا ما أصرّ زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر على منهجه بالذهاب لوحده في تشكيل حكومة أغلبية سياسية ورفض الالتحاق بالإطار التنسيقي , فحينها سيكون الإطار التنسيقي مضطرا للذهاب إلى خيار تشكيل الكتلة الأكبر من دون الكتلة الصدرية .. ولاءات الإطار التنسيقي الثلاثة هي خارطة للطريق وهي من سترسم ملامح المرحلة القادمة ..
أياد السماوي
في 30 / 12 / 2021