بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
فشل البرلمان في جلسته الاولى في أن يعكس صورة حضارية تليق بالعراق داخلياً وخارجياً، فالشكل المسرحي المؤسف، الذي بدت به الجلسة الأولى لا ينبئ إلا عن مزيد من الفوضى السياسية. وسيكون امتداداً لعثرات دوراته السابقة. فقد سخر العراقيون من دخول البرلمان بالاكفان وعربات التوكتوك والدشاديش الممزقة، ولم تتوقف انتقاداتهم عند حدود الكتابة، حيث نشر كثيرون صورا ساخرة بأوضاع توحي بأن القادم أسوأ، وبات من غير المستبعد ان تنتقل إلينا عدوى حلبات الملاكمة التي احتضنتها قاعات البرلمان الاردني، الذي شهد فوضى عارمة وشجارا بين الأعضاء. فما ان وجه رئيس البرلمان الاردني كلمة لأحد النواب بعبارة (اخرس)، حتى رد عليه احد النواب الملاكمين بعبارة: (خرسة تخرس بوزك)، ثم اندلع بعدها شجار عنيف شارك فيه السادة النواب. .
فالانطباع العراقي الذي تولد لدى الناس ان بعض نوابنا تصرفوا وكأنهم على اتم الاستعداد لخوض جولات حامية الوطيس في الجودو والكاراتيه والتايكواندو، ومن دون التقيد بقواعد اللعب النظيف، وهناك أكثر من مؤشر يوحي بان الجلسات القادمة لن تخلو من التراشقات والمناكفات والملاسنات والدفرات. سيما ان الأزمات البرلمانية المتوقعة تزيد من احتمالات التشكيك في القدرة على التغيير السياسي. وتثير قلقاً ومخاوفاً شعبية على مستقبل الحياة السياسية في العراق، فالصورة التي ظهر فيها البرلمانيون، جاءت بمرتبة متدنية في توقعات الجماهير المعروفة بشغفها الدائم في المتابعة السياسية والتشريعية، وقدرتها اللافتة على توظيف منصات التواصل، من خلال متابعة أداء المجلس من منظور عربي ودولي، أي عبر ما يكتب عنه من مقالات وتحليلات سواء مكتوبة أو مبثوثة. .
والله يستر من الجايات. . .