بقلم : أياد السماوي …
( بسم الله الرحمن الرحيم .. وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ……………………………. صدق الله العلي العظيم
من أياد السماوي إلى سماحة مرجع الشيعة الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظلّه الوارف .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سيدي سماحة المرجع الأعلى .. لم أكتب لكم هذه الرسالة إلا لأنّي أعلم علم اليقين أن كلمة سواء واحدة منكم ستقلب الموازين وستهزّ عروش الفاسدين وتوقف المؤامرة التي يتعرّض لها أبناء شيعة العراق , وستنهي هذا المخطط الجهنمي الذي رسمته الدوائر الدولية والإقليمية بالتنسيق والتخطيط مع سنّة العراق من العرب والكرد .. وحين ندّعي ونقول إنّها مؤامرة علينا فهذا ليس اتهاما منّا , بل هذا ما يتحدّثون به هم أمام وسائل الإعلام وبشكل علني وسافر وجارح ومؤلم , حيث كشّروا عن حقدهم الطائفي البغيض , وكأنّ لسان حالهم يقول ( تلاقفوها .. فقد عادت إليكم على طبق من ذهب ودعوهم في صراعهم الأعمى يتصارعون ) ..
سيدي سماحة المرجع الأعلى .. ما يحدث الآن في العراق هو انقلاب ومؤامرة كبيرة على شيعة العراق من خلال الاصطفاف مع طرف شيعي ضدّ الطرف الشيعي الآخر في المعادلة السياسية , ويبدو إنّ الأطراف الدولية والإقليمية التي خطّطت لهذه المؤامرة , قد نجحت نجاحا باهرا وقطعت شوطا بعيدا في تنفيذ مراحلها ولم يبقى منها غير الجزء الأخير المتعلّق بمشهد الاقتتال الشيعي الشيعي وتدمير مدن الشيعة وكسر شوكتهم .. وعندما يتحقق هذا الهدف وتسيل الدماء وتزهق الأرواح وتدّمر المدن , تكون إسرائيل قد دخلت العراق منتصرة , وحينها ستقف أمام ضريح علي بن أبي طالب وتقول ( ها قد عدنا يا قالع باب خيبر ) ..
سيدي سماحة المرجع الاعلى .. إنّ الانقسام والفرقة في المشهد السياسي الشيعي وما سيجرّه هذا الانقسام من ويلات على شيعة العراق , لن يوقف زحفه غير الخروج من حالة الصمت ودعوة أطراف المعادلة الشيعية إلى الوحدة ونبذ كلّ الخلافات السياسية ووضع مصلحة شيعة العراق كما فعل السنّة والاكراد عندما توّحدوا وتركوا كلّ خلافاتهم جانبا , لينفردوا بنا متفرّقين ومتقاتلين وبدعم مباشر من أمريكا ومن يسير بركابها من دول المنطقة .. سيدي سماحة المرجع الأعلى .. إنّ صمتكم على ما يجري وبقاء أبوابكم موصدة , لن يجني ويلاتها غير أبناء شيعة العراق , ولن يستفيد من هذا الصمت غير أعداء مذهب آل البيت عليهم السلام .. يبن الزهراء إنّ القوم قد تكالبوا علينا وكشّروا عن حقدهم الطائفي البغيض , وما لنا غير صرخة منك ترّد كيد الأعداء إلى نحورهم , وتعيد الأخوة الأعداء إلى رشدهم ومصلحة بلدهم وطائفتهم .. فمتى تخرج من صمتك يبن الزهراء ؟؟؟