بقلم : حسن المياح ..
في حلقة حوار فائق الشيخ علي مع الإعلامي مهدي جاسم الثالثة عشر أمس ليلآ الجمعة ، جاء فائق بتعبير بليغ يألفه العرب الفصحاء الأقحاح لأنهم كانوا يتداولون مثل هذة الأمثلة والأقوال والمصطلحات لما لهم من هموم شوارد اللغة العربية الواعية المؤشرة بتعبيراتها عن الأشياء والحوادث ، وقد ذكر فائق واحدة منها ، وهي 《 ردغة الخبال 》، وتفسيرها يشير ويدلل ( أي ، الخبال ، والجنون ، والعته ، والسوادين كما يحلو لفائق الشيخ علي أن يلفظها ، ويتغنى بتلفظها على أنها نكتة ، وهزل ، ومرح ، ودعابة ، وسخرية ، ونقد لاذع لمن يحمل عليه ضغينة وبغضآ وحسدآ ، ولا أقول غبطة ، لأن في الغبطة دعاء خير ، وتمني ما هو مثل ) الى وضعه الشخصي لما هو عليه من حالات تعبير مرض نفسي ، وعاهة تصرفات ، ووضع مزاج تتراكم فيه تلوثات الإنفعالات التي تنفث سمومها القاتلة المخزونة في عقله الباطن ، وقلبه المنطوي على اللؤم ، وضميره الذي يحارب كل ما هو إسلام ، وعقيدة 《 لا إله إلا الله 》 ، وإن كان — تلافيآ لدفع الخطر والشكوك والإتهامات بالكفر والجحود أو العصيان وعدم الإيمان — هو ظاهرآ مؤمن بها إيمان نسمة هواء هابة تعدو سراعآ ، وتمر مرار الكرام عليه ، وهو لا يتنسمها ، ولا يرتشفها شم هدي من حلوك الظلمات التي هو غاطس فيها ، ومتوحلها ، وراغها خبالآ ، كما هو يطلق ردغ الخبال إصطلاحآ عربيآ بليغآ واعيآ ، لما هو مسترسل في الحوار رواية أحداث ، هو عاشها ، وتذوقها ، ويتذكرها ، في سياق حديثه …. ، وأنه قد تحدى السامع — أو قل سامعها — أن يعرفها … ، وحتى لو بحث في الكوكل كما يقول ، فإنه لم يجدها ….. وتلك إذن هي المعظلة التي لا يصل الى فك لغزها إلا الراسخون في العلم الفائقي المنحوس المتعوس المبتسر إنفتاحآ على ما تحمله جعب العقول العراقية من علم ، ومعرفة ، وفهم ، ووعي ، ونحررة لغة ، وجهبذة بلاغة ……. .
ونقول له ، إن ما جئت به يا فائق التحذلق الكاذب المصطنع ، والتصنع الباهت المزيف المصنوع ، وأنت الذي تعيش وتعاني حالة عسر طلوق صدق حقيقة الإنطواء المعرفي المتفاخر المتوقع على الذات ، إنطواء إلتواء وإلتفاف إفعى على ذاتها نفث سمومها على من هو بإتجاهها يقابلها من المؤمنين الدعاة الرساليين الذين عكروا صفو رقراق مزاجك ، وجعلوا رسم إبتسامة فرحة وبهجة على شفتيك معجزة تترجاها ، وتطلبها حثيثآ بأمل فارغ الصبر تترقبها … ، وهم يرفلون في عزة جرأة إقدام رفعة سمو أعالي عقيرة عقيدة التوحيد الإلهية الرسالية الهادية التي هم مؤمنوها ، ومتحلوها أخلاقآ وسلوكآ ، وهم الذين يهدونها تربية وتهذيبآ لمن إنحرف عن سلوك خط إستقامة جري وجريان وعيها وإبداعها وتألقها ….. ، وتتحسر أنت أن تكونها ، ولا تكونها ، ولم تكنها ، ولن يتسنى لك أن تكونها وتعيش كينونتها ، لأنها توفيق من الله سبحانه وتعالى ، وأنت بطوع إرادة نفسك الأمارة بالسوء رافضها ، وكافرها ، ولاغيها ، ومتخل عنها ، ومجافيها …. ، ولذلك أنت لا تريد أن تتوفقها …..
ونعود لحزورتك التي تبغي منها أن تتعب سامعها ، أن يجد التعب في الجوجل ( الكوكل ) بحثآ وإستقصاءآ عن معناها ، وربما ( لأكون أكثر ، وأكبر منك ، توسعآ في إمتلاك والتوفر على معانيها ، وغيرها ) يعيا ويكل عن التوفر تحصيلآ لمعناها الذي تريد أنت أن يعرفه ، ومعانيها التي أنا متوفر عليها ، ومستوعبها ، وظاريها ، ومدركها ، وواعيها ، ومستخدمها في بعض الحالات فاكهة تعبير لمن يتذوقها ، وأقول لك — وهديآ لمن يريد معناها بتفاصيلها لكيلا تنغر أنت تورمآ وإنتفاخآ وإنتفاشآ لوحدك في معرفة معناها — ، وبلا تعب القاريء ، ولا بذل جهد عسير منه للقيا معناها ، أن يفتح كتاب معجم لسان العرب لإبن منظور ، باب حرف الراء ، وفي صفحة ٨٩ ، من المجلد الرابع ، من طبعة دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان … ، فإنك أيها القاريء ستجدها بتفاصيل معانيها ، وخلاصتها أنها تعني《 عصارة أهل النار 》، ولها معنى آخر لما تكون الردغه بالهاء ، معناها هو الطين والوحل الكثير الشديد …… وهل تعرف يا فائق الشيخ علي ، ما هي عصارة أهل النار ……. التي أنت الآن في دار الدار فيها وتعانيها ….. ؟؟؟ ، وقانا الله شرها ، وعذابها ، ومذاقها ، وخنقها ، والسباحة والغوص فيها ، والشراب منها ……. ؟؟؟
ما أحلى لغتنا العربية النحوية الأدبية البليغة ، وأجملها ، وأبهاها ، وأشراقها لما يتنفسها القاريء للقرآن المجيد العظيم ، والمتكلمها ، والمتحدث بها ، الصبح فجرآ ( وقرآن الفجر ) أي قراءة القرآن في الفجر غبشة الصباح بكورآ ، في تلاوتها ، وإنبلاج ضوءها ، وسطوع وإنتشار نورها ، لما أقرأها في القرآن الكريم ، وما أرقها ، وأرقاها ، وأعلاها ، وأسماها ، لما أتمتع بها لقلقة لسان واع في ترديدها ، ودندنة كلام مقصود أتكلم وأتحدث بها ، وحوار موضوعي أساجل غرمائي فيها …….
، وأنا أتلفظ بها ، وأعزف موسيقاها ، وأطنطن نوتاتها الشجية التي تفتح النفس رزقآ وسعادة وإنشراح وجود إنساني في أحسن خلقة في أجود وأكمل وأتم تقويم ……
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ، لما يكون الإنسان حقآ وصدقآ إنسانآ كريمآ …… ؟؟؟
وأتمنى لك يا فائق الشيخ علي من كل قلبي ، وحواسي ، وجوارحي ، أن تكون الإنسان * الموضوعي * الكريم …..
حسن المياح – البصرة .