بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
بات من المؤمل أن يشارك الوفد البحري العراقي في الاجتماعات المرتقبة المقرر عقدها مع الجانب الأردني في الشهر السابع من هذا العام، لكن الذي يضطرنا للعويل والبكاء أن معظم أعضاء الوفد، أو غالبيتهم، لم يركبوا زورقا في حياتهم، ولم يصعدوا على ظهر سفينة حتى لو كانت من سفن مدينة الملاهي، ولا يجيدون السباحة، وليسوا من هواة صيد الاسماك البحرية، ولا النهرية، وليست لديهم خدمة فعلية، لكنهم يحملون جوازات بحرية (seaman book) للكشخة، تحت شعار: على حس الطبل خفن يا رجليه. وأجمل ما فيهم انهم يرتدون الزي الرسمي، ويحملون رتبة كابتن، رغم ان بعضهم امضى خدمته الوظيفية في السكك الحديدية، ومنهم من يحمل شهادة في العلوم المالية والمصرفية، وآخر لديه بكلوريوس بالقانون، وربما سيضيفون إليهم مرشحاً واحداً من النقل البحري، وآخر من الموانئ. فلا شركة ناقلات النفط لها من يمثلها في هذا الوفد، ولا أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية. ونكاد نجزم منذ الآن ان الفائدة النهائية ستقتصر على احتساب مخصصات الايفاد والسفر والفندقة، وتيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي. .
لا نريد استعراض اسماء الذوات الذين سيرشحهم العراق لمناقشة اللوائح البحرية والملاحية والمينائية مع الجانب الأردني، لكننا نختتم مقالتنا بتوجيه العتب واللوم إلى باشوات الادارات البحرية العليا، الذين ليس لهم أي دور في اختيار الشخص المناسب للوفد المناسب، فنقول لهم: أيعقل أن يصل بكم التغافل عن دوركم القيادي والتنازل عن حقوق مؤسساتكم لصالح هذا الفريق (اللملوم) ؟، وما الذي ستقولونه لرجال البحر الحقيقيين الذين يمتلكون المؤهلات الفنية والعلمية والمهنية العالية ؟، لا شك اننا نحملكم المسؤوليات التقصيرية إزاء التفريط بطواقم الشركات التي تديرونها، وإزاء الخبراء المنسيين الذين يعملون معكم، ونطالبكم بضرورة التمسك بالحد الادنى من حقوقهم المهدورة على أقل تقدير، سيما أن كلمتكم مسموعة في بغداد، وليس لدينا أدنى شك بتعاون السيد الوزير معكم واستجابته لمقترحاتكم. بارك الله فيكم. فالاعتراف بالتقصير هو الأمل في إصلاح المسار. .