بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
يلعب نظام التعريف الأوتوماتيكي للسفينة (AIS) دوراً مهماً في تذليل عقبات الملاحة البحرية، ويساعد في نشر بيانات السفن ومواقعها للمساعدة في تجنب التصادم. وقد حصلت منظومة (AIS) على ترخيص من المنظمة البحرية الدولية (IMO) لتقديم خدمات الملاحة الالكترونية بالصورة المتعارف عليها الآن، لكن بعض السفن تعمدت تعطيل هذه الخدمة بقصد اخفاء مواقعها، لأسباب تكتيكية لها علاقة بالتعتيم على نشاطاتها غير القانونية، أو لكونها مشمولة بالعقوبات. وما أكثر الحالات التي فقدنا فيها إشارة الاستدلال على بعض السفن في المسطحات الخاضعة للعقوبات، فتظهر علامات حمراء تشير إلى أن السفينة قد اختفت عن عمد للتعتيم على نشاطها. .واحيانا تتدخل بعض البلدان المتحاربة للتشويش على عمل هذه المنظومة في المناطق الساخنة، وقد سجلت السفن المبحرة في البحر الأسود، منذ اندلاع المعارك بين روسيا واوكرانيا، زيادة ملحوظة في فقدان إشارة منظومة (AIS)، في حين لم تسجل السفن المبحرة في بحر البلطيق أي خلل في أداء المنظومة. وتبين أن تعقب حركة السفن في البحر الأسود لا يظهر أي مؤشر على حدوث نشاط خفي من نوع STS. .نذكر أيضاً ان فقدان الإشارة قد يستغرق يوماً واحداً ثم تعود بعدها للظهور، ومعظم السفن التي فُقدت فيها الإشارة لفترة أطول كانت عبارة عن سفن تقل حمولتها الإجمالية عن 5000 طناً اثناء عبورها مضيق كيرتش بين البحر الأسود وبحر آزوف، والذي لا يبعد كثيراً عن مناطق الصراع داخل أوكرانيا. وربما تقوم هذه السفن بإيقاف تشغيل إشارة AIS الخاصة بها لإخفاء موقعها من أجل سلامة الطاقم والسفينة. .وبشكل عام لن تقدر السفن على اخفاء نشاطاتها المشبوهة، فالسفن التي تغادر البحر الأسود لابد ان تمر عبر الاختناقات الجغرافية، ويمكن متابعتها بسهولة اثناء عبورها مضيق البوسفور، أما السفن التي تغادر بحر البلطيق فيمكن مراقبتها اثناء عبورها مضيق الحزام الدنماركي العظيم. .تبقى مسألة في غاية الأهمية، وهي ان الاساطيل الأمريكية انفردت منذ سنوات بتعطيل منظومات الملاحة الاكترونية، بطريقة تجرد فيها السفن تماماً من جميع اجهزتها الملاحية الالكترونية، وكانت تتعمد تعطيل رادارات السفن المتوجهة الى الموانئ العراقية، فكان لابد من العودة إلى أدوات الملاحة التقليدية لتحديد موقع السفينة ورسم مساراتها في عرض البحر. .