بقلم : حسن المياح – البصرة .
لأن للباطل جولة محدودة قليلة ضئيلة …. وللحق والإصلاح والخير جولات متعددة كثيرة متنوعة متفرقة متقاربة ومتباعدة … وأن أصل الوجود قائم على أساس الخير والصلاح والنفع والفائدة …
القضية هي منهج الإصلاح ، ولما يكون للقضية معنى ، فلا بد من تغيير صورة العالم ….. هكذا هي نظرة الوضعية المنطقية المادية القائمة على أساس التجربة ….. ولذلك نقول : —
إنسحاب السيد الصدر من البرلمان قضية ، وهذه القضية لا تكون قضية إلا أن تغير من صورة الواقع في العالم ، وهي لا تغير ما لم يكن لهذه القضية معنى ، والمقصود بالمعنى هو التأثير الفاعل المغير ….. والقضية التي لا تخضع للتجربة ، فإنها لم تكن قضية ، وتصبح القضية تعبير جملة وكلامآ غير مفهوم ، ولا معنى له ، لأنها لغو فارغ وألفاظ خواء ، وأنها الهراء ….. هكذا هو منطق الفلسفة الوضعية المنطقية المادية لتفسير القضية ( الذي يلغي القضية الفلسفية ) ، ولذلك تستبعد وترفض الفلسفة الوضعية المنطقية المادية القضايا الميتافيزيقية وتعتبرها لا قضايا ، لأنها لا تخضع للتجربة ، وعليه فإنها ليست قضايا ، لأنها لغو ولفظ فارغ لا معنى له ……. وكل هذا الذي تقوله الفلسفة الوضعية المنطقية التي إمامها الأستاذ《 آير البريطاني 》وتؤمن به ، هو أنها لما جنحت جنوحآ ماديآ محضآ لإعتبار القضية قضية لما تكون متصلة بعالم الطبيعة وقوع تجريب فقط ، وأنها يجب أن تخضع للتجربة ليتحقق من صدقها ، أو من كذبها ، المعتمد على إمكان تحقيق وجودها الموضوعي في عالم الطبيعة ، وأن صدقها يغير الواقع بإعتبار أنها لها معنى …. وكذبها يعني أنها ليست قضية ، لأنها لا معنى لها يؤثر في عالم الواقع …..
ولكن هذا التفكير الوضعي المنطقي الخيال لم يصمد أمام تفسير وقائع الطبيعة التي هي مخ ميدانه في التفسير والتحليل القائم على أساس التجربة ، وأنها قد إصطدمت بقضايا ، وأنها تقرها أنها قضايا لها معنى ، ولكن لا تملك لها تفسيرآ وفق فلسفتها الوضعية المنطقية المادية ، لذلك إنحنت صاغرة الى تغيير وجهة نظرها الى أن تشمل القضايا ولو أنها لا تخضع للتجربة الفعلية ، لكنها يمكن أن تكون هذه القضايا قضايا ، وتتحقق من خلال الإمكان المنطقي ….؟؟؟ !!! وبهذا تكون الفلسفة الوضعية المنطقية أنها قد آمنت بما كفرت به ورفضته من قضايا لا تخضع للحس والتجربة ، وإعتبرتها أنها ليست قضايا ؛ وإنها هي كلام فارغ خواء لا معنى له ، بمعنى أنه لا موج تغييري فاعل له في عالم الواقع من إمكان حدوث وجود واقعآ موضوعيآ له لمس حس وقوع مباشر ، وإن لم يكن محسوسآ تجريبيآ …. ولذلك آمنت الفلسفة الوضعية المنطقية المادية بالقضايا التي لها معطى حسي غير مباشر ، والذي هو لا محسوسآ وقوعآ تحت طاولة التجربة ،؛ وإنما هو يستنتج إستنتاجآ مطقيآ ، وليس إستنتاجآ تجريبيآ ، وأن هذه القضايا إذا صحت مطابقتها للواقع فهي قضايا صادقة ، وإن لم تطابق موضوعآ لها في الخارج فآنها كاذبة ، وبالتالي فهي ليست قضايا … بهذه الفذلكة المتأبلسة المتشيطنة تخلصت هروبآ إنهزامآ الوضعية المنطقية المادية من قضايا كانت لا تريد أن تفسرها ، من أجل أن تلغيها وتهملها وتلغيها ؛ ولكنها باءت بالفشل ، فتراجعت ، وإسترجعت الى ما في جعبتها ، لتثبت وجودها المفسر المحلل للقضايا … ؟؟؟
والآن إنسحاب السيد مقتدى الصدر بطاقم كتلته الصدرية من البرلمان … هل هو قضية في عرف الفلسفة الوضعية المنطقية المادية ، أو أنه ليس ب ( قضية ) …. ؟؟؟ بمعنى أن إنسحابه هل له موج تغييري سياسي وإجتماعي فاعل مؤثر على جريان إنسيابية العملية السياسية { إن قدر للعملية السياسية العراقية أن تجري وتنساب …. ، وأنا أستبعد ذلك ، وإن حدث فإنه موقوت بأجل قصير المدى ومحدود الفترة الزمنية } في واقع الحياة العراقية ( على الخصوص ، وليس التقييد والتحجيم ، لأن للإنسحاب أبعادآ إقليمية ودولية مؤثرة ) … أو ليس له تأثير ، وأن المياه الإطارية ستجري بما يحلو لسفن أحزابها أن تمخر العباب نهبآ وإبتلاعآ …. ؟؟؟ !!!
هذا هو السؤال السر اللغز المحير ، الذي له مغزى لا يستطيع الإطار أن يبوح به ، وهو الذي يعلمه ، لأنه لو أعلنه ، لسقط كل ما في يديه ، وخرج خاسرآ مهزومآ نادمآ على ما فرط به من خرط القتاد ..
منهج الإصلاح الذي ينادي به السيد مقتدى الصدر هو أكيد قضية ، وله تفسير وضعي منطقي تجريبي حسي ، وله كذلك تفسير منطقي عقلي لأن له معطى حسيآ غير مباشر ، وعلى هذا الأساس فأن لمنهج الإصلاح تفسير وقوع ميتافيزيقي بمعطى حسي غير مباشر لمس وإحساس ، وأنه المؤثر الذي موج تغيير معلمآ من معالم الواقع ( الذي هو الفساد …. والمحاصصة وتقسيم الكعكة ….. والمشاركة يدآ بيد مع الفاسدين ، وما يتلوها من صعلكة توزيع وتقاسم إستحقاق كما يزعم الفاسدون على أساسات وشماعات كاذبة زائفة لا إهتمام لهم بها ؛ وإنما هي مجرد يافطة مطالبة ، ومجرد شعار جذب عاطفي ومذهبي جماهيري يؤيد ، وأنها فذلكة شيطنة تحقيق مآرب مكيافيلية شخصية وحزبية إنتهاب تصعلك جاهلي يغير ويعتدي سرقة ونهبآ على ملكية الغير ، وأنها شعار زيف لعدم، لأنها بمقام ومثابة سالبة بإنتفاء الموضوع ، كما يعبر علماء أصول الفقه …. يعني أنها ليست قضية بعرف وتفسير الفلسفة الوضعية المنطقية المادية … ) الذي هو ما قدم ، وما جاء إلا من أجل أن يحدث موجآ تغييرآ له ، وفيه ، ليزيله ويقلعه ، ثم ينسفه ، ويلغيه من وجود الى عدم ، كما هو عادم السيارات ( المركبات الخاصة والعامة ) التي تعدم البانزين والكاز ( الطاقة ) وتحولهما الى دخان متطاير يخرج من خلال عادم السيارة * الخلفي * ، ليجعله هباءآ منثورآ مندحرآ مهزومآ تذروه الرياح …. وهذا هو حال كل فساد ، وفاسد ، لو تعلمون …؟؟؟
فلا تفكروا عابثين ، لاغين ، هراءآ تنزفون ، وخواءآ تذرفون ، وتقولون أن الإنسحاب هو لغو ، وجهل ، وحماقة ، وقلة فهم وقصر باع سياسي ، وأنه تسرع وعجلة ، وأنه إنسداد وإنغلاق وتلاشي بوارق أمل لمن لم يحسن صنع التصرف السياسي المحنك المحترف ، وأنه هزيمة لا بد منها ، وأنه … وأنه … وأنه …. وأنتم الذين لا تحسنون صنع التفكير الواقعي الموضوعي الذي يتعامل مع القضايا التي لها معنى ، وهي ذات المعطى الحسي المباشر وغير المباشر ، لو كنتم حقآ تفهمون ألف باء السياسة …. وأن واحدكم لم يقرأ ، أو يطالع ، أو يقلب صفحات حتى كتاب واحد في علم السياسة ، ليتعلم فنون التعامل الحركي المتفاعل من خلال خوض معترك الحراك الواقعي والفعلي لما هو المحسوس المباشر وغير المباشر في الميدان عراك تنافس سياسي ، وأنتم الذين كذلك لم تحسنوا الإدراك ، ولا الشم السياسي ، لأنكم لستم من الجهابذة الذين يتعاملون ويتعاطون مختلف التفسير للقضايا ذات المعنى لها في الواقع السياسي .. . وهذا هو الجهل للسياسي الذي عنه نتحدث ، الذي أنتم عليه مستغرقون ومستمكنون ، والذي أنتم فيه غارقون تبقبقون خروج هواء من تحت الماء …ّ ؟؟؟