بقلم: حسن المياح – البصرة ..
مقولة حكيمة محكمة حاكمة ، لما تقول : { سبحان الله مغير الأحوال من حال الى حال } ، وأنها إختبار إلهي ، وتجريب عملي يقيم حال الإنسان لما يتغير حاله ووضعه ومقامه ووجوده المعاشي ، سواء كان من السوء الى الخير ، أو من الخير الى السوء … ، وعلى أساس هذا الإمتحان ، تعرف معادن الخلق والناس ….. ؟؟؟
حقيقة هذه المقولة ، أنها ترفض الطغيان والإمتهان على السواء ، وهذا ما تشير اليه الآية القرآنية الكريمة《 فأما الإنسان إذا ما إبتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن . وأما إذا ما إبتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن 》، هذه الآية تشير الى أن الإنسان لما يفيض الله تعالى عليه من نعمه ، عليه أن يفكر بالآخرة ، وحتى لا يندم ويقول { يا ليتني قدمت لحياتي } ، لأن الحياة الحقيقية الخالدة هي حياة الآخرة ، وهي الدار الحيوان …. وما الحياة الدنيا ، إلا محطة عبور مؤقتة ، ينتقل الإنسان من خلالها الى الدار الأخرى الآخرة ، التي هي الحياة الأبدية النهائية ، وهي الحيوان ….. وحتى لو قسى الدهر والزمان عليك في الحياة الدنيا ، فعليك أن تصبر وتتحمل وتشكر الله سبحانه وتعالى بالرغم مما أنت عليه من عسر وضغط وشدة بلاء وإبتلاء ، لأن هذا الحال ، هو حال مرحلة إختبار وإبتلاء وبلاء ، من أجل التمحيص الإلهي المقيم للإنسان ، ليغدق عليه —- في الحياة الحقيقية —- ما هو أهل له ، وفوقها زيادة عطاء رباني من فيوضات الله الرحيمة بلا حساب ….
فلذلك لا يطغى الإنسان ( إذا ما أنعم عليه الله ربه ، لأن هذه النعمة هي له إبتلاء وإختبار ، وهي بلاء وإمتحان …… ؟؟؟ ) ، أو يكفر ولا يصبر الإنسان ( إذا ما أبتلي بالحرمان ، وكذلك هذا هو إبتلاء وإختبار ، وبلاء وإمتحان ……؟؟؟ ) ، لما يتغير حاله من حال الى حال …. وأعلم أيها الإنسان أن الدنيا هي دار بلاء وإبتلاء ، وإختبار وإمتحان ، وتجربة وتمحيص …. فإن كان حالك في حسن حال وخير فلا تبطر ، وإن كان حالك في عسر وضيق حال فتحمل ، وإصبر ، وأشكر الله على ما أنت عليه ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرآ …. ؟؟؟
وواقع حال البشر مليء بالمصاديق والأمثلة والنماذج لما يتغير حالهم من حال الى حال …. فترى منهم من كان جبانآ خائفآ ، فارآ هاربآ ، متسولآ بائسآ ، خانعآ ذليلآ …… ولما يتغير حاله من ذلك الحال المزري الرذيل ، ويتبدل الى أحسن وأفضل حال ، وأغنى وأثرى وأرقى حال ، وإذا به يتورم كبرآ وتكبرآ ، وينتفخ طغيانآ ، ويتعملق صنمآ جاهليآ حجرآ جامدآ كهبل يعبد …. ويقول أن الدنيا هي دنياي ، وأن الحكومة هي حكومتي وأنا تعبت عليها وشكلتها ، وأنا المالك الذي يتصرف بها وفيها ومن خلالها ، وأن المملكة هي مملكتي لا يشاركني فيها أحد ، وأنا —- كقارون الذي طغى —- الذي عاش في عهد وزمن الرسول موسى والنبي هارون عليهما السلام والتحية والإكرام ، وأن السلطان هو سلطاني ، وأن مالية العراق التي تقدرموجوداتها النقدية في البنك الممركزي ب 《 ٢٠٠ مليار دولار 》 هي أموالي وثروتي وثروة أهلي وأولادي وبناتي وأصهاري وأخوتي وأولاد عمي ، ولا بأس أن يكون شيء من بعض الفتات لرفاقي الذين يتخذون مني أمينآ عامآ للحزب ، والى الذي يصنمني وثنآ يلهج بأسمي ، ويتقرب الي زلفة ويتعبدني ….. ؟؟؟ !!! وهو الناسي الغافل ، أو المتناسي المستغفل تشرده الجبان الهزيل في الشوارع والطرقات والأديرة والبلدان ، لما كان فارآ جبانآ مذعورآ ، مضطربآ مرتعشآ منهزمآ ، من قهر وظلم وبطش الطاغية المجرم صدام ….. !!! ؟؟؟
وترى منهم من كان رساليآ مؤمنآ واعيآ ملتزمآ مجاهدآ صابرآ محتسبآ مظلومآ مقهورآ معذبآ ، وهو القابض على دينه وعقيدة لا إله إلا الله قبض شجاعة وعي ، وبسالة إيمان ، وصبر إعتقاد ، ونزاهة حسن سلوك رسالي سليم مستقيم قويم ، لا يهادن ، ولا يتنازل ، ولا يضعف ، ولا يغر ، ولا يشترى ، ولا يفر ، ولا يهرب ….. ؛ وإنما هو الجبل الراسي الثابت الشامخ إرتفاع سمو عقيدة لا إله إلا الله ، لما وعاها ، وآمن بها ، وحملها أمانة إلهية ، ومسؤولية تكليف بشر إنسان ، تهون صعائب الأمور الدنيوية ، وعسر الأحوال الرسالية أمامه ولا يتصاغر ، أو يضعف ، أو يرتخي لما يحس بلذاذة جواذب الدنيا ومغرياتها ، لما تعرض عليه ثمن مقايضة عقيدة لا إله إلا الله ، وكأنها سلعة تباع وتشترى وتعرض في أسواق التبادل والتقايض سلعة بأخرى تقابلها ثمنآ وتساويها قدر قيمة ، وبعيش دنيوي هاديء مستقر مريح أمين ….. ؟؟؟
والذي طغى وتجبر وتنمر وتسلط جعل منه جليس الدار …. لأنه منافسه الذي يفوق عليه ، ويهزمه ، ويشهره ، ويقبحهه …. ؟؟؟
وهذا …. ي والله … هو الذي كان … ويكون …. وهو الكائن الآن ….. والمصر والملح عليه والمؤكد إستمرار كينونته وجريه الدائم ، والذي يعمل على إستدامته ودوامه ، الطاغية ، طبيعة حال ، تمرد طغيان مجرم كافر ، وعناد مسرف ناقم لاغ ، لسريان مضمون مقولة《 سبحان الله مغير الأحوال ….. من حال الى حال 》…. !!! ؟؟؟ على أن لا تكون … ولا تجري …. ولا تسري …. ولا تحكم …. ؟؟؟ !!!
وهناك مصاديق وأمثلة كثيرة متنوعة ، بكثرة إختلافات وتنوعات أخرى ، لا يسع المجال لذكرها ونشرها ……