بقلم: وليد الطائي …
أصبح النفاق الاجتماعي ظاهرة واضحة بالمجتمع العراقي، مما تسبب باختلال التوازن في الحياة اليومية للمواطنين، حيث تعتبر المصلحة الشخصية هي السبب الأكثر وضوحاً للنفاق.
واكثر حالات هذه الظاهرة نجدها عند اغلب الاشخاص الذين يتصنعون ويتلونون في العلاقات للحصول على غاية معينة، كالتعيين والمناصب والاستثمار في المشاريع، فهؤلاء نجدهم يتملقون في العلن لشخصية معينة ويهاجمون هذه الشخصية في المجالس الخاصة ليمارسوا في ذلك الكذب والخداع في العلاقات.
وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي، المنصة الأولى لعرض صور النفاق الاجتماعي، بعد ظهور اشخاص ينضرب فيهم المثل في النفاق، فتارة نراهم يمتدحون شخصية معينة وتارة أخرى نراهم يذمون وينتقدون هذه الشخصية ليصبح التلون الصفة السائدة في حياتهم اليومية.
ولم يقتصر النفاق الاجتماعي على هذه الشخصيات التي ربما وجدت التلون والكذب الطريق الاقصر لتحقيق مصالحها، بل تعداها في ذلك ليصل إلى الطلبة في الجامعات وفي الأسواق والمنتديات الثقافية.
ولعل أهم الأسباب لانتشار هذه الظاهرة في المجتمع العراقي، هو تراجع أداء الدولة ودورها في القضاء على البطالة والأمية وانتشار الفساد والرشوة، وشعور المواطنين بغياب العدالة التي أدت لظهور شخصيات استطاعت من خلال سرقة المال العام أن تصبح من أصحاب المليارات في العراق.
أن القضاء على هذه الظاهرة صعب جدا في العراق لكن يمكن التقليل منها عن طريق تثقيف المجتمع الذي أصبح جزء منه يمتلك الثقافة الظاهرية فقط للحصول على غاية او منصب او منفعة، كذلك عن طريق نبذ هذه الظاهرة وتوعية الناس عن خطورة المنافق في المجتمع.
كما يجب على الدولة العمل على تقليل نسبة البطالة ومحاربة الفساد الذي أدى إلى تبوء شخصيات غير مهنية لمناصب مهمة في الدولة عن طريق التملق للأحزاب، والوصول إلى الامتيازات والأموال، ليتم بذلك خداع الناس عن طريق هذه الشخصيات عن طريق إطلاق وعود كاذبة للوصول إلى مناصب رفيعة، لتصبح بذلك هذه الظاهرة كقاعدة تعتمد بها الأجيال للوصول إلى أهدافهم.