بقلم: اياد السماوي ..
قد يتساءل البعض عن سبب ارتفاع أسعار السلع الضرورية المستوردة ، وهل أنّ استيراد هذه السلع يجري وفق السعر الرسمي للدولار ام وفق سعر الدولار في سوق المضاربات ؟ الذي يخضع لمضاربات المهربين ؟ لماذا هذا الأرتفاع في أسعار السلع الضرورية من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الضرورية الأخرى ؟ وجميع هذه السلع يتمّ استيرادها بموجب حوالات خارجية وبالسعر الرسمي ؟ هل هنالك تاجر عراقي واحد استورد أي سلعة من الخارج من دولار المضاربات ؟ الجواب على هذا السؤال هو كلا ، فجميع السلع الضرورية من مواد غدائية وغيرها يتم استيرادها بموجب حوالات خارجية وبالسعر الرسمي الدولة .. فعندما تحدد أسعار السلع الضرورية بموجب سعر الدولار في سوق المضاربات ، فهذا يعني أنّ هنالك حربا خفية تقودها جهات مشبوهة ضد العراق وشعبه .. ولو كانت الدولة ممثلة بالبنگ المركزي قد امتنعت عن تزويد المستوردين بالحوالات الخارجية أو قامت برفع سعر الدولار ، لقلنا أنّ هذا الارتفاع في الأسعار مبرر وسببه الدولة .. ونقصد بالحوالات الخارجية هي تلك الحوالات الحقيقية وليست الحوالات المزوّرة التي كانت تجري وفق قوائم استيراد مزورة .. فالمستورد الذي يستورد المواد الغدائية من الخارج بسعر الدولة الرسمي ويبيعها للشعب بسعر دولار المضاربة ، فهذا المستورد لا يقلّ خطرا عن خطر الإرهاب ، والبنوگ والشركات التي جعلت من نافذة التحويلات الخارجية طريقا لتهريب أموال الشعب العراقي ، هم مجرمون بحق بلدهم وشعبهم .. وبهذا فلا مجال بعد اليوم لتحكم هؤلاء المضاربين بقوت أبناء الشعب ونطالب الحكومة والقضاء العراقي بالضرب بيد من حديد لكافة المضاربين بقوت الشعب العراقي ، وأن لا تأخذهم بهم رأفة أو رحمة .. وقد آن الأوان لجعل النظام النقدي العراقي متماشيا مع النظام الدولي في الحد من غسيل الأموال ..
أياد السماوي
في ٢٤ / ١ / ٢٠٢٣
السابق بوست
القادم بوست