بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
لم تتفاعل مومياء منظمة الجامعة العربية مع الأحداث الدامية المتفجرة في السودان مثلما تفاعلت هيئة الامم المتحدة، ولم ينبس احمد ابو الغيط ببنت شفة، ولو ببيان مقتضب من سطرين، وظل ساكتاً متقوقعا على نفسه، في حين لم ينم غوتيريش ليله منذ يومين، وسجلت تحركاته تفاعلا إنسانياً وسياسياً مع الأحداث . .
- هناك منظمة أجنبية تبدي اقصى اهتمامها وتتدخل بقوة لإحلال السلام في السودان، وهنا منظمة عربية لا تهتم ولا تكترث وترفض التدخل حتى لو احترقت السودان كلها. وكل ما قامت به حتى الآن انها دعت لعقد اجتماع طارئ للمندوبين الدائميين الذين إن حضروا لا يعدوا وإن غابوا لا يفتقدوا. .
- غوتيريش يدين الأعمال العدائية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويدعو إلى وقف فوري، بينما يغط ابو الغيط في نومه العميق. .
- غوتيريش يتحدث مباشرة مع القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد. بينما لا يتحدث ابو الغيط مع بواب بناية الجامعة، ولا يرى أبعد من أنفه . .
- غوتيريش يصرح بأن الوضع الإنساني في السودان كان مقلقاً قبل الاشتباكات، وأصبح الآن كارثيا. وابو الغيط يلوذ بالصمت المطبق. .
- غوتيريش يطالب بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الموظفين الأمميين. وابو الغيط لم يطالب بالإفراج عن الضباط المصريين ولا يدري ما مصيرهم. .
- غوتيريش يؤكد وقوفه مع الشعب السوداني ودعم جهوده لاستعادة الديمقراطية وبناء مستقبل آمن وسلمي. وابو الغيط في سبات سياسي. .
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء العنف، وابو الغيط اكلت لسانه القطة. .
كانت هذه صورة محزنة تعكس عدم اهتمام منظمة الجامعة العربية بالشأن العربي، وهي الآن تشيح بوجهها عن صراع دموي بهذا الحجم ويمكن أن تكون له تداعيات كارثية على الشعب السوداني، فالاشتباكات تدور رحاها الآن في المناطق المأهولة بالسكان . .
وهكذا اثبتت الوقائع ان منظمة الجامعة العربية عبارة عن مومياء مهجورة في المتاحف المصرية، ولا جدوى لبقاءها بعد الآن، خصوصا بعدما تحولت إلى كيان ضعيف يعمل بتوجيهات الحكومة المصرية. بينما اختارت معظم البلدان العربية الانضمام إلى منظمات اقليمية وعالمية مثل منظمة بريكس وغيرها، وذلك بعدما تأكد لها ان هذه الجامعة لا تجمع ولا تنفع، وتغط في نوم عميق بقيادة ابو الغيط. ولا فائدة من الكلام في مجلس العزاء المقام على روحها، فالضرب بالميت حرااااام. .