بقلم : وسن الوائلي ..
الجريمة التي أقدم عليها ملحد من الشرق يعيش في السويد والتي تمثلت باحراق نسخة من المصحف الشريف قرب مسجد في العاصمة ستوكهولم تمثل حلقة في مسلسل طويل من العنصرية والحقد على الاسلام والمسلمين واستهانة بالقيم والاخلاق والتوجه الى ثقافة الانحطاط الاخلاقي والقيمي وتغليب ثقافة المثلية والابتعاد عن الدين ونشر قيم الالحاد التي تنجر اليها شعوب ودول الغرب التي عاشت لقرون من الهيمنة على قارات العالم ونهب ثرواتها وخيراتها التي اصبحت مشاعة لدول تعيش الان حالة الانحطاط والتمرد على القيم الدينية والاخلاقية كفرنسا والمانيا وهولندا وايطاليا واسبانيا وغيرها من دول ومنها الولايات المتحدة الامريكية التي تتصدر قائمة الدول المتمردة على الطبيعة الانسانية والقيم الدينية الى الحد الذي دفع الرئيس جو بايدن ليقول وبكل وقاحة إن أمريكا هي أمة المثليين بل الى الحد الذي جعل من هذه القضية أداة إعلامية ودعائية بيد المنافس الجمهوري والمرشح لرئاسة الولايات المتحدة المقبل والرئيس السابق دونالد ترامب الذي يكرر في عديد حملاته الانتخابية عبر الولايات عبارات منها إن أمريكا يجب أن تعود الى قيم الأسرة والدين وحماية البشرية والطبيعة الانسانية ومنع الالحاد والمثلية الجنسية التي يروج لها اللبراليون المتطرفون والديمقراطيون والذين عينوا عددا من المسؤولين في مناصب رفيعة برغم إنهم من المنحرفين أخلاقيا ويحملون فكرا إلحاديا مقيتا.
الحادث العدواني الأثيم الذي أقدم عليه الملحد إستدعى ردود فعل قوية على مستوى العالم ومن حكومات وشعوبا وهيئات دينية ردت بقوة ودافعت عن قيم التسامح والشراكة ورفضت أي سلوك عدواني من هذا النوع لأن هذا السلوك يثير العواطف ويتسبب بصراعات خاصة في الدول التي يعيش فيها ملايين من المواطنين الذين ينتمون للاسلام ويتأثرون بسلوكيات اليمين المتطرف ويتهددهم سلوك الاحزاب والجماعات العنصرية التي تسيطر على مناطق في اوربا خاصة في وسط وشرق القارة العجوز التي كانت فرنسا فيها مثالا صارخا للعنصرية حيث قتل المئات من الشبان والاشخاص من المهاجرين على يد الشرطة الفرنسية على مدى سنوات وكان آخرها مقتل الشاب الجزائري الأصل نائل على يد شرطي فرنسي ماأدى الى إندلاع مواجهات عنيفة في مدن باريس وليون وتولوز ومارسيليا ونشرت الحكومة عشرات آلاف من عناصر الشرطة والدرك تحسبا لمزيد من أعمال العنف والاحتجاج خاصة مع شعور متزايد بالإحباط بين الشبان من الضواحي والمهاجرين الذين يستشعرون العدوانية المتصاعدة والعداء لوجودهم ودينهم وأفكارهم.
كان العراق ومايزال موطنا للتحدي والرفض لكل مساس بالعقيدة والدين الحنيف والقرآن الكريم حيث خرج أبناء التيار الصدري في تظاهرات حاشدة في العاصمة بغداد ومدن أخرى إحتجاجا وتنديدا بالجريمة النكراء التي أثارت عواطف المسلمين وغيرتهم على دينهم كما أشرت أن المشكلة ليست مع المسيحيين فالشاب الذي أقدم على إحراق نسخة من القرآن ملحد وليس متدينا ورافضا للأديان والتوحيد وهو يمثل ثقافة طارئة تجتاح العالم وتهدد قيم الدين والتوحيد والتسامح ومباديء السلام ويتطلب موقفا عالميا موحدا لمنع الإنجرار الى مواجهة كونية في وقت عصيب يشهد نزاعات وحروبا وأزمات إقتصادية غير مسبوقة وجوع وجفاف وتغيرا في المناخ وبالتالي فالخطر القادم يهدد البشرية بأسرها ولابد من مواجهة فكرية شاملة وتعاونا بين المؤسسات والهيئات الدينية والثقافية وعدم السماح للفكر المتطرف من الإنتشار والتأثير السلبي ولكن ذلك يحتاج الى التوافق وإتخاذ قرارات صعبة في هذا المجال والسعي دون تلكوء أو تأخير لحماية البشرية من الإنزلاق الى هاوية سحيقة من العدوانية والتطرف ورفض الآخر وعدم القدرة على التعايش.