بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
السايعانيم، ومفردها (سيان):خلايا نائمة تعمل لحساب الموساد منتشرة في كل القارات. لكن معظم الناس لم يسمعوا بهم، أو لم يعلموا بنشاطاتهم. يسمونهم باللغة العبرية سايعانيم أو سيانيم Sayanim وتعني المساعدين، ومفردها: (سيان Sayan) أي (مساعد). .
ينتمي معظم هؤلاء إلى الديانة اليهودية، ويربط بهم متطوعون (ذيول) من القوميات والديانات الأخرى. . يشكّل عناصر السيان الطابور الموسادي الخامس. وتتوفر فيهم كل المؤهلات اللازمة لدعم إسرائيل في حربها الإعلامية والدعائية، وما يترتب عليها من تلفيق وتشويه وتسقيط وتضليل وفبركة. وهذا ما انفردت به بعض الفضائيات العربية على نطاق واسع ومكشوف. اما في القنوات الأوربية والامريكية فلهم حضور قوي، ومراكز متقدمة، وتأثير فاعل. .
وقد قام الكاتب جوردن توماس بتأليف كتاب بعنوان: جواسيس جدعون (Gideon s Spies)، تكلم فيه عن التاريخ السري للموساد. ويروي فيكتور أوسكورفسكي حكاية مثيرة، وكان فيكتور هذا عميلا للموساد في فرنسا ثم استقر في لندن. يقول فيكتور: (عندما أبرم العراق وفرنسا اتفاقاً لإنشاء مفاعلاً نووياً في بغداد، ترتب بموجب الإتفاق إرسال عشرات العلماء العراقيين للتدريب. وكان يتعين على جهاز الموساد الحصول على ملفاتهم الشخصية، فحصل عليها بكل سهولة عن طريق عناصر السيان الذين يعملون داخل مركز التدريب الفرنسي). .
ولكي نختصر الموضوع يكفي ان نقول انه إذا شعر الموساد بوجود تهديد محتمل، يكلفوا السيان بارتكاب أي شيء بدءاً من المضايقات البسيطة، والتحريض الطائفي وتدمير الأعمال وحتى القتل إن لزم الأمر، وربما ينقلون معلوماتك الضريبية إلى منافس يهودي، أو يقوم الصيدلي الودود الخاص بك بتعديل الوصفة الطبية لأغراض خبيثة. وقد تندهش إذا علمت ان معظم الجامعات الاوروبية الكبرى ينتشر فيها عناصر (السيان) في مواقع قريبة من مكتب العميد، أو مكاتب القبول والمتابعة. .
يبلغ تعدادهم الآن بحدود 200.000 ينتشرون في جميع أنحاء العالم. وقد تزايدت نشاطات (السيان) الآن في الشرق الأوسط وبخاصة في العراق وسوريا ولبنان والاردن. .
فاتني ان أذكر ان مفردة (السيان) لها معنى مغاير في اللهجة العراقية الجنوبية الدارجة، فهي تعني المياه الطينية الآسنة، وتعني الفضلات والنفايات. . وشبيه الشيء منجذبٌ إليه. . .