بقلم: كمال فتاح حيدر ..
أتصدقون أن مجلس الأمن، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس حقوق الإنسان، والدول التي تزعم أنها دول عظمى. أتصدقون أنها لا تستطيع منع عدوان إسرائيل على غزة ؟. .
لقد تحركت المنظمات الدولية كلها من أجل أوكرانيا، وتحركت من أجل فرنسا عندما سقط بضعة أشخاص في مقر صحيفة شارلي إبيدو، لكن تلك المنظمات ومعها الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي وقفت موقف المتفرج وهي ترى بأم عينها حجم الدمار والمجازر اليومية، في حين رفض كومبارس الكيان (أبو مازن)، رفض إدانة العدوان منذ اليوم السابع من أكتوبر الماضي، وظل ساكتاً على الرغم من مضي سبعة أسابيع. ثم التحقت جوقة المتمشيخين والمتأسلفين للعمل بتوجيهات زعيمهم إيدي كوهين في التحريض ضد المنكوبين والمفجوعين في غزة. .
أما أغرب ما شهدناه في هذه الملحمة فهو فشل حكومة الكيان في إكتساب احترام اليهود في الداخل والخارج، ولا تمتلك حتى الآن تصوراً واضحاً عن اليوم التالي في غزة. .
فألف تحية للصامدين المجاهدين. تحية غزاوية الصمود. مقدسية المنزلة. قسّامية البطولة. عربية البيان. فلسطنية الشموخ. سلام الله عليكم يا أشجع ما حملت الأرض. سلام عليكم يا من ثبتم على الحق. انتم الآن تخوضون أول ملحمة في الكون تسبق نتيجتها نهايتها، فهنيئا لكم هذه الانتصارات التي لم يغيرها توقيت نهاية المعركة. فقد حققتم ما عجزت عن تحقيقه جيوش البلدان العربية مجتمعة، جيوش الهزائم والنكبات، والتخاذل والتنازلات. ودحرتم عصابات اوروبا وامريكا. ودققتم في نعش نتنياهو مسماراً لن يستطيع نزعه. وبعثتم فينا روحاً فقدناها منذ عقود. وأحييتم في نفوسنا مشاعر العزة والفخر والكرامة. انتم المرابطون الآن في جبهة الحق. اختاركم الله جل شأنه لخوض معركة الشرف والجهاد في مواجهة زمرة الشيطان. ونعلم يقينا انكم منتصرون لا محالة. وانكم الفئة الغالبة المظفرة والمسددة. انتم لستم وحدكم في أرض المعركة وان بدا لكم المشهد كذلك، فخلفكم أمة تغلي، وخلفكم جماهير عريقة بعثتم فيهم روح الحياة، ودبت فيهم مشاعر العزة، وايقظتموهم من غفلتهم، انتم والله ترسمون الطريق بدمائكم الزكية إلى المسجد الاقصى. فسلام عليكم أينما كنتم. فوالله اننا نستلهم منكم معاني الشجاعة والعزة والشموخ والصبر بانتظار النصر المؤزر. . .