بقلم: حسن المياح – البصرة ..
{ النفس اللوامة هي الضمير الحي الحركي الناشط الذي يحاسب الإنسان من داخله ، عما هو عليه من حال ، فيما يفعل ويعمل ، ويتحرك ويسكن ، وينشط ويكسل ، ويفكر ويصنم ، ويقيد عقله من التفكير ومما يطلقه نشيطٱ يتردى تسكعات وتردمات …….. ووووو ….. }
المفاهيم القرٱنية تشير الى ، وتؤكد ، أن الشعب { الأمة ، أو القوم } الجاهل الخامل اللاواعي الذي يتخذ من المخلوق مهما كان ذلك المخلوق من جنس ، أو نوع ، صنمٱ إلهٱ وثنٱ …… هو من يصنع الطاغية المتعفرت …. وكلما إزداد الشعب صنمية وبلادة وعي ، تزداد قوة الطغيان والظلم والدكتاتورية …..
ولا يقضى على ذلك الطغيان والدكتاتورية والتفرد والإستئثار الذاتي لمن صنمٱ إلهٱ يعبد وتقدم له قرابين الطاعة والنذور والخضوع …. وووو …….. ؛ إلا بوعي الشعب ، ولا يكون الخلاص من هذا الداء إلا بالخروج من شرنقة الصنمية الموثنة المقيدة للعقل من التفكير السليم ….
ومن ممهدات الطغيان التي الشعب اللاواعي المتصنم يقدمها ، هي من مثل التصفيق ، وتلميع الصورة ، والمغالاة لما لا يكون على أنه كائن في شخصية ذلك الطاغية ، وتصفيط شعوذات ما أنزل الله بها من سلطان تنفخ الطاغية ، لتورمه عفرتة ، وتنفشه بطلٱ مغوارٱ فاتحٱ صاحب المٱثر والمعاجز ، وأنه لا يشق له غبار ، ولذلك لا بد من تقديس ذكره ، وتجنب مما هو مقلل من شأنه ، وأنه هو الذي قد فاق درجة العصمة علوٱ وتساميٱ ، تهيئة وتمهيدٱ لخروجه من الإمكان الى مرتبة الواجب ، لتنصيبه إلهٱ هبلٱ صنمٱ ، وهذا هو المشاهد والملاحظ والمتابع وبصورة أكبر وأكثر وأوسع في العراق ….
وكثرة المصاديق تثبت ما نقول ، لو تصفحت على الأقل الٱن ، ما تفعله جماهير الأحزاب السياسية المغفلة المطبقة الجهل القافلة تفكيرها بأساطير التأليه لمن يسوقها همجٱ رعاعٱ قطيع خراف تمعمع مسبحة بإسم القائد ، والزعيم ، والرئيس ، والأمين العام للحزب ….. وغير هذا كثير لا يسع المقام لذكره ،
وفتشت ، ونقبت ، وتحريت ، ودققت ، فتوصلت الى أني لم أجد مصداق شعب لما ذكرنا في المقال من صناعة الطاغية والطغاة ، والدكتاتورية المتفردة والدكتاتوريات ، مثل الشعب العراقي المجمد عقله تفكيرٱ ، والقافل منافذ الوعي عنده من الحركة من الجذور والأساس ، والمهيىء نفسه بذاته وإختياره أن يتنازل عن حريته ، ويسلب وجوده من قوام وإستقامة الكينونة الإنسانية الكريمة ، ويفضل أن يقدم نفسه عبدٱ سهلٱ رخيصٱ مبتذلٱ متوسلٱ مهيئٱ كاملٱ تامٱ ، أن يساق الى الإستعباد والمذلة ، والإستحمار والإستمطاء ، وأنه القابل لكل ما يملى عليه ، ما دام هو يطعم طعام الحيوان السائب ، الذي يسكت معدته ، وأنه يملأ فراغ الجوع فيها ، بفتات ما يتصدق عليه من الطاغية السيد الذي صنمه له إلهٱ وثنٱ ……
لذلك هو الفساد يستمر ويدوم ، والأحزاب السياسية الحاكمة الفاسدة الظالمة الناهبة اللصوصية المليشياوية المتبلطجة الناقمة تبقى مسيطرة ، ومستأسدة ، ما دام الشعب العراقي —- الذي أفضل ما يكون حاله الذي هو عليه الٱن —- هو إبن ٱوى ، جبان ساكت ، خاضع ساكن ، ذليل قابل ، راض وقانع بالذل والهوان ، والإستحقار والصغار ….