بقلم: كمال فتاح حيدر ..
إمارة عربية جديدة في طور النشوء والولادة يترأسها الآن الأمير (إبراهيم العرجاني) شيخ مشايخ قبائل سيناء، ورئيس مافيات التهريب والتسليح والعمالة بكل أنواعها وأصنافها. وسوف نأتي هنا على نشأتها وظهورها وميولها وقوتها بالتفصيل المختصر. .
اغلب الظن ان اسمها سوف يكون: (الامارة العرجانية الوسطى). اما لماذا يسمونها الوسطى ؟. ذلك لأنها تتوسط بين القارتين (الآسيوية والأفريقية)، وقد جاءت ولادتها ضمن مفردات تفكيك مصر وتجزئتها ومصادرة تاريخها وتشويه حضارتها وإفقار شعبها، وسوف تجري مراحل التفكيك والتجزئة على يد السيسي نفسه ومباركته، وذلك بموجب الدور المنوط به، والذي كانت بدايته: تجفيف نهر النيل، وبيع أصول قناة السويس، والاقتراض من البنوك الدولية لتبليط الاهرامات، وتعطيل مصانع الانتاج. .
يمتلك العرجاني ميليشيات مسلحة مرتبطة به شخصيا، ويتحرك بمواكب مهيبة، وسيارات مدرعة ومصفحة. تعلوها أعلام وشعارات تمثل إماراته. فهو يبسط نفوذه المطلق الآن على أغنى وأهم رقعة جغرافية تقدر مساحتها بنحو 60.088 كم²، أي اكبر من مساحة دولة قطر بنحو خمس مرات (مساحة قطر تساوي 11.571 كم²) في مكان استراتيجي يشبه القلب تحتضنه أذرع خليج العقبة من الشرق، وخليج السويس من الغرب، والبحر الأحمر من الجنوب، والأبيض من الشمال. فالمقومات التي توفرت للعرجاني هي نفس المقومات التي توفرت للجنرال البدوي (حميدتي دقلو) في السودان. فمثلما يتجول (حميدتي) بطائرته الخاصة بين عواصم البلدان ويجري مباحثاته الدبلوماسية بمعزل عن الحكومة المركزية، سوف تشاهدون العرجاني يصول ويجول في عواصم المنطقة، ويتنقل بين العواصم الاوربية من دون ان يضطر لأخذ موافقة السيسي. .
تنوي إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة، تهجير سكان غزة إلى سيناء. وربط مصيرهم بالإمارة العرجانية الجديدة. والتي سوف تعترف بها الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة. .
ليس في الأمر ما يدعو إلى الدهشة والعجب، فالبلاد العربية التي جرى تقسيمها عام 1916 في خرائط (سايكس – بيكو)، وما تبعها عام 1920 في وعد بلفور، سيجري تقسيمها من جديد بنفس المقص بناء على وصايا برنارد لويس وهنري كيسنجر. .
انظروا كيف يتصرف الآن إبراهيم العرجاني، وكيف يخالف القانون ويتحدى الدولة من دون ان يعترض عليه احد. فالرجل دولة وعلم ودستور عشائري غير مكتوب. بل هو دولة فوق الدولة المصرية، ويتمتع باستقلالية تامة، ولا يعبء بالسيسي. والدليل على ذلك اليافطات التي حملتها شاحنات المساعدات الكاذبة، والتي كانت تحمل عبارة: (برعاية السيسي والعرجاني)، فقد خرج الاثنان من رحم واحد، وبقرار واحد، وفي مؤامرة دبرت بليل في غفلة من الشعب المصري العريق. .
وفي الختام نرى من المفيد التعرف على هوية الأمير الجديد، فهو: إبراهيم جمعة العرجانى من مواليد منطقة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء عام 1971 ينتمي لقبيلة الترابين. وهو المدير المؤسس لكل من: شركة أبناء سيناء، وشركة سيناء للتنمية الصناعية، وشركة جلوبال أوتو للسيارات. وقد تناقلت القنوات العبرية خبر خضوع ابنته الصغرى (12 سنة) للعلاج في مستشفى (هداسا عين كارمس) في ألأرض المحتلة. .