بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هكذا وبكل وقاحة ظهر المحلل والصحفي الاسرائيل (تسفيكا يحزقيلي) ضاحكاً مبتسماً على القناتين الاسرائيلتين 13 و 14 ليعبر عن فرحته وسعادته وهو يشاهد مناظر البيوت الفلسطينية المهدمة في قطاع غزة. ثم وجه نداءه لقطعان الخنازير البرية. طالبهم بنسف منازل المدنيين وتهديمها بمن فيها، وقلب عاليها سافلها. قال لهم: (لا تأخذكم فيهم رأفة، ولا تخشوا تهديدات محكمة العدل الدولية، فنحن كلنا نقف معكم في تنفيذ الابادة وفي تنفيذ التطهير العرقي، ولا تكترثوا باحتجاجات الشعوب والأمم). .
كان هذا أنموذجا صريحا وواضحا. يعكس نزعاتهم العدوانية في مواصلة القتل والتعذيب، وانتهاك الأعراف والقوانين بدعم من أمريكا وبريطانيا وفرنسا. .
وتناقلت وكالات الأنباء نداءاته التي قال فيها: (نريد رؤية المزيد من جثث أطفالهم. ورؤية المزيد من الدماء، والمزيد من الخراب والدمار). ثم دعا إلى تنفيذ ضربة مدوية لقتل 100 ألف فلسطيني دفعة واحدة، وتكرار هذه الضربات بلا هوادة، وهو هنا يعبر عن مشاركة الإعلام العبري في التحريض على ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين. وسبق له ان قال: (أنا مع جرائم الحرب، لا أستطيع النوم من دون مشاهدة البيوت المدمرة والشوارع المبعثرة والمستشفيات المهجورة). وقد جاءت صيحاته متزامنة مع صيحات وزيرة شؤون المرأة (ماي غولان). بقولها: (أنا لا أهتم بغزة، ولا بأهلها. يمكنهم الذهاب والسباحة في البحر، كل ما أهتم به هو أن أرى جثثهم مرمية على الشواطئ). .
يتحدث هؤلاء عن نزواتهم وإجرامهم بمنتهى الشفافية، غير عابئين بالعقوبات الدولية، التي لن تطالهم أبدا بسبب تمتعهم بالحماية الدولية المطلقة في الهيئات والمنظمات والمجالس. ويختلفون عن بقية الشعوب والامم بما يمارسونه من حروب واغتيالات وجرائم وانتهاكات بذريعة الدفاع عن النفس، وفي ظل الدعم الأمريكي والأوروبي غير المحدود. ثم جاءهم المدد من مصر والأردن، ومن الجامعة العربية. لذا فإنهم يرون انفسهم اعلى مقاما من سكان كوكب الارض، ولهم منزلة توراتية تتعارض مع كل القيم السماوية، وتتقاطع مع الديانات كلها. .
اما الآن فقد وصل الإفلاس الأخلاقي بالولايات المتحدة و أستراليا وبريطانيا وكندا وإيطاليا وفنلندا الى تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) لمجرد اتهام دولة القطعان لعدد من موظفي الوكالة بالتورط في العمل مع رجال المقاومة. .
لقد أوقفوا الشعوب كلها عن العمل لثلاث سنوات متتالية خوفا من فيروس فتاك، لكنهم لا يستطيعون إيقاف طغيانيل عن تنفيذ حملات الإبادة والتجويع. هذا هو العالم الذي نعيش فيه. .