بقلم: كمال فتاح حيدر ..
أحكام جائرة تطارد معظم المواطنين العرب في كل مكان، وعقوبات بالسجن المشدد لا تخطر على بال موسليني، ولا على بال ستالين. فالمواطن العراقي (صبري) الذي عاد لزيارة أهله في بغداد بعد 19 سنة من الغياب والاغتراب وجد نفسه مداناً بأحكام صادرة من محاكم أردنية بسبب تعليق كتبه على الفيسبوك انتقد فيه النياشين الحربية الكثيرة التي يحملها جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه. .
وقضت محكمة مغربية بالسجن خمس سنوات ضد المواطن (عبد الرحمن زنكاض)، على خلفية تدوينات نشرها على صفحته في الفيسبوك، تضامن فيها مع الفلسطينيين في غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية تنفذها قوات الإحتلال الإسرائيلي، وعبّر في كتاباته عن شجبه لجرائم الكيان الصهيوني. .
وفي قضية مماثلة، أدانت محكمة مغربية المواطن (سعيد بوكيوض) بالسجن خمسة أعوام بتهمة الإساءة لمقام جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، في ضوء تدوينات على فيسبوك تعود لعام 2020 ينتقد فيها اتفاق التطبيع مع إسرائيل. .
وقضت محكمة سعودية بسجن المواطن المصري (أحمد محمد عمر) لمدة 19 عاماً بسبب تعليق نشره على منصة إكس تناول فيه الخلافات المتفجرة عام 2019 بين جمهور الأهلي والمستشار (تركي آل الشيخ)، فقبضت عليه الشرطة السعودية عام 2021 بعد سفره إلى السعودية، وهو الآن يقضي مدة محكوميته في سجن القصيم. .
في ضوء ما تقدم اصبحت حرية التعبير مهددة بالزوال، وغير مسموح بها على وجه العموم. وذلك تقديساً للحاكم العربي والوزير العربي. وربما تعود بنا عقارب الزمن إلى تأليه الزعماء والرضوخ للصنمية البوذية (المقدسة). التي تعززها بعض الفتاوى الصادرة في بلدان عربية كثيرة قضت بتحريم انتقاد الملوك والرؤساء حتى لو كانوا ينتهكون الأعراض ويمارسون الزنا في مشاهد حية منقولة على التلفاز. .
أي اننا عدنا من حيث ندري أو لا ندري إلى الوثنية ولكن بثوب جديد وبعصا غليظة. .