بقلم: كمال فتاح حيدر ..
في عام 1958 قرر عبد الكريم قاسم منح طلاب العراق عاما دراسياً كاملاً دون امتحانات ولكل المراحل الدراسية. فزحف الطلاب كلهم مرحلة دراسية كاملة دون عناء. .
اطلقوا على ذلك العام: (عام الزحف). وكان لذلك التساهل غير المسبوق في المضمار التربوي الأثر السلبي الكبير والمباشر في تدمير مستقبل التعليم داخل العراق. .
ثم تكررت القفزات والطفرات في كل الميادين والمجالات. حتى جاء عام 2022 وهو العام الذي قرر فيه نواب التيار الصدري (وعددهم 73 نائبا) الاستقالة الجماعية من البرلمان على خلفية الانسداد السياسي بتشكيل الحكومة. فكان ذلك القرار فرصة لزحف 73 نائباً بديلاً ليحلوا محل نواب التيار الصدري. .
جاء البدلاء زاحفين مهرولين من معظم الدوائر الانتخابية في عموم المحافظات. ففوجئ الشعب العراقي بنواب كانوا يحلمون بالتقاط صورة أمام مبنى البرلمان، لكنهم صاروا بين ليلة وضحاها يجلسون في المقاعد المتقدمة تحت سقف البرلمان، ويتناولون إفطارهم في الكافتيريا المفتوحة على نفقة الشعب. .
وفجأة تصدر واحد منهم فقط لكل القضايا المحلية والإقليمية والدولية، ووضع نفسه في طليعة المتخصصين بمشاكل المجتمع العراقي بكل مفاصلة وطوائفه، زاعماً انه من علماء الفيزياء والكيمياء، ومن خبراء التحليل الشامل في الاختصاصات الطبية والهندسية والجغرافية والحدودية والاقتصادية والزراعية والصناعية والخنفشارية. صرنا نشاهده كل يوم بالليل والنهار على شاشات التلفاز، وفي مواقع التواصل. واحياناً يتقدم صفوف المتظاهرين والمتظاهرات. ثم رشح نفسه لرئاسة البرلمان متخيلا انه يمتلك المهارات الخارقة على مواصلة القفز نحو السقوف العالية، حتى بات يحلم بتبوأ منصب رئيس الوزراء، وربما يتطلع الآن ليحل محل الأمين العام للأمم المتحدة. كل الاحتمالات واردة في زمن الزحف والزواحف. .
اغلب الظن ان الدكتورة (هيلين شارمان) صاحبة نظرية الكائنات الفضائية الزاحفة بنت فكرتها على تحركات زواحفنا، فقالت في آخر تصريح منشور لها على صحيفة أوبزرفر البريطانية: (إن الكائنات الفضائية الزاحفة موجودة وتحيا في مكان ما في هذا الكون). .
ولله في خلقه شؤون. . .