بقلم : أياد السماوي ..
في مقالنا السابق ( ليطلّع الشعب العراقي على حقيقة مشروع أنبوب نفط البصرة – العقبة ) كنّا قد تناولنا سردا تاريخيا عن مراحل تطوّر مشروع أنبوب البصرة – العقبة ، وأنّ هذا المشروع قد أعلن عنه عام ٢٠١٢ في زمن رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ومن بعده حيدر العبادي وعادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي ، حيث الجميع كان متحمسا للبدء بتنفيذ المشروع حتى نهايته ، بل أنّ السيد عادل عبد المهدي كان يرى أهمية أن يصل المشروع إلى مصر ، وقلنا أنّ المرحلة الأولى من هذا المشروع والتي تبلغ ٧٠٠ كم هي داخل الأراضي العراقية ولا تبتعد مترا واحدا باتجاه الحدود العراقية الأردنية .. أهمية المرحلة الأولى من المشروع تتمّثل بأنه يدخل في صلب العملية التنموية الشاملة التي فجرّها السوداني منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء ، وأهمية أنبوب البصرة – حديثة تأتي من كونه سيكون الناقل الجديد للنفط العراقي من البصرة إلى كركوك وبالعكس عوضا عن الخط القديم المتهرئ والذي يسمّى بالخط الستراتيجي ، وكذلك لتزويد كافة المصافي النفطية ومحطات الطاقة الكهربائية بالنفط ، إضافة إلى أنّه من الممكن أن يكون منفذا جديدا لتصدير النفط العراقي ، والعمل بهذا الأنبوب يحتاج إلى ثلاثة أو أربعة سنوات لإكماله ، أمّا المرحلة الثانية من المشروع والتي تسببت بهذه الضجّة ، فهذه المرحلة تحتاج واقع سياسي إقليمي غير الواقع القائم حاليا ، وهذا الأمر ليس ممكنا بالمرّة لا على المدى القريب ولا على المدى المتوسط ، بل ربّما لأبعد من ذلك بكثير .. وما يحدث الآن من تجييش ضد حكومة السوداني بهذا الاتجاه لا ينبع من أي دوافع وطنية ، بل هي دوافع سياسية بحتة يراد منها التأليب على شعبية السوادني المتنامية بشكل كبير ، بمعنى هي كلمة باطل يراد بها باطل ، ومن يريد أن يختبئ وراء هذا الزعم ، نقول له لا السوداني ولا غيره يمكن أن يكون مشروعا للتطبيع مع إسرائيل ، فكفى هذا التضليل المتعمّد الذي يقوم به البعض بدوافع سياسية غير شريفة ..
أياد السماوي
في ٨ / ٦ / ٢٠٢٤