بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هل من المعقول ان تصبح ذاكرتنا الوطنية معطوبة ومعطلة بين ليلة وضحاها إلى الدرجة التي صرنا فيها ننسى احتفالات أهالي السلط في المملكة الأردنية بجريمة ابنهم (رائد منصور البنا) الذي كان يقود شاحنة كبيرة معبئة بالمتفجرات وسط مدينة الحلة، ليزهق ارواح 150 عراقيا، ويجرح أكثر من 200 نهار يوم 28 / 2 / 2005 ؟. .
كان اهلنا يحتشدون امام مركز طبي للبحث عن مصدر عيش، والتفتيش عن وظيفة يعولون منها أسرهم. فقتلهم هذا الإنتحاري الأردني بدم بارد، ولم يبق منه إلا ذراعاه الملتصقتان بمقود السيارة. ثم واصلت الأردن مسلسل القبح عندما سمحت لعائلته باقامة عرسها الراقص تعبيرا عن فرحتهم الغامرة بمقتل حشد من العراقيين، بينما كان والده يقف في مقدمة ديوان العشيرة بمنطقة الجدعة الوسطى، وسط مدينة السلط، يتقبل التهاني بنجاح ابنه في تنفيذ مهمته الإنتحارية. .
لم يتردد تنظيم (الزرقاوي) عن إعلان مسؤوليته بتفجير الحلة، متفاخرا بمسؤوليته عن المذبحة، بينما كان الاردني (ابو محمد المقدسي) يواصل دعواته لقتل المزيد من اهلنا، ولم تمض على مجزرة الحلة بضعة أيام حتى قام اردني آخر بتفجير ابشع من السابق داخل مجلس عزاء لاستاذ جامعي من مدينة الموصل، فقتل 50 ونحو 80 جريحا من العراقيين. .
في تلك الحقبة بالذات كان ملك الاردن عبد الله الثاني يحذر العرب من قيام هلال شيعي اصولي في المنطقة. وربما سمعتم تصريحاته التي اطلقها قبل بضعة ايام في لقاء عشائري تعهد فيه باستعداده للدفاع عن القبائل العراقية في الرطبة والفلوجة وعموم مدن الرمادي، في تدخل سافر وصريح بشؤوننا الداخلية. .
وهكذا ظلت الاردن تمول وترسل الينا شياطين الموت والكراهية، من أمثال: (ابو انس الشامي)، و (رائد خريسات)، و (ابو عبد الرحمن الشامي). .
كان منفذ مجزرة بابل من خريجي جامعة مؤتة جنوب الاردن، يقيم في امريكا، ومن تلاميذ السفيه المصري: (وجدي غنيم). .
كانت صدمة كبيرة لكل العراقيين عندما كانوا يتابعون احتفالات ابناء عشيرة الجدعة الأردنية، وتوزيعهم الحلوى والنذور لروح اينهم الهالك، بينما احتفلت بعض القنوات الأردنية بتلك المناسبة الدموية تضامنا مع عشيرة المجرم. .
لكن الصدمة الأكبر عندما نرى تهافت بعض قادة العراق نحو ترحيل نفط البصرة إلى الحاقدين علينا، ومكافأتهم على مسلسل الجرائم التي ارتكبوها ضدنا. .
ما هكذا يا عراق تورد الإبل. . .