بقلم : جمال الطالقاني …
اتناول هذا المثل المتوارث .. ولي مقاصد عديدة اولها واهمها دفاع اغلب الذين انساقوا وساروا كالقطيع وراء فاسديهم ..
مثال القرد بعين أمه غزال يرجع إلى العصر الروماني .. وفى “خرافات أيسوب” تحديداً ..
يقال ::: جلس الحاكم فى أحد الأيام على كرسيه وطلب أن تقام مسابقة للجمال وأن تتقدم الحيوانات لتستعرض جمالها على أن يتم إعلان الفائز بالمسابقة في نفس اليوم ليعطى جائزته ..
وكما هو متوقع ان المنافسة دائما تنحصر بين الغزال .. والطاووس .. والزرافة .. والأسد ..
وبينما كانت الحيوانات تستعرض جمالها واحدا بعد الاخر امام الملك الجالس على كرسيه مختالة بجمالها ..
مرّ الطاووس وابنه ..ثم الزرافة وصغيرها ..
فالـغزال وأمه ..
والأسد وابنه ..
وقبل أن يحكم الملك ويعلن الفائز بجائزة الجمال
فُوجئ الجميع والملگ .. بقردة تجري أمامهم مُـسـتـعـرضـة ابنها ..!!
أخذ جميع الحضور في الضحك ..
وتعالت صيحاتهم بإقناع القردة الانـسـحـاب هي وأبنها من المسابقة .. لكنها رفضت واصرت على أن أبنها أجمل الحيوانات ويستحق الجائزة .. فقال الملك ضاحكاً : لا تلوموها ..
” فالقرد بعين أمه غزال ”
وبعد ذلك اصبحت هذه الخرافة مثلاً شعبياً متداولاً حتى يومنا هذا وفي الكثير من البلدان العربية
وينطبق هذا المثل على ذيول الفاشلين لمدحهم اولياء نعمهم رغم سوئهم وقبيح منظرهم وافعالهم وفسادهم على خلاف نظرة الجميع بأنه ليس الأفضل ..!!
اهااااا ما ادري ع شنو جبناها … فأحد الاخوة ومن معه من المريشين حيل وفي نقاش لي معهم حول اقتراح وزير ماليتنا الفلته وأنتقادي له حول فرض رسوم على رواتب الموظفين ;.. وعلى الرغم من عدم مشروعية ما تقدم به فطحل زمانه … دافعواا عنه وبشكل مستميث عن امكانية (( فلتة زمانة )) كونه واحد من عمالقة الاقتصاد في هذا الزمن الاغبر …!!!وفي روايات تتحدث عن غباء بعض المسؤولين الكبار في نظام حافظ اسد رحمه الله .. من عديمي الفهم أحيانًا .. والتي تناولت وأوحت بأنهم لا يتقنون فعل اأي شيء انذاك من دون توجيهات الرئيس الاسد ..!!
بمعنى مثل جماعة ربعنة حينما كانوا يتلقون توجيهاتهم من المقبور هدام … رغم ان اغلب الحاليين ممقصرين بتوارث هذا الداء الذي اوصل العراق وشعبه للحال الذي هو فيه
نعود وتقول إن عبد الله الأحمر ذهب مرة إلى مكتب حافظ الأسد وأراد الدخول .. فأخبره السكرتير أن حافظ منع الدخول بشكل تام .. فقال له .. قل إنني الأمين القطري المساعد لحزب “البعث” وأريد مقابلته لأمر ضروري جدا .. فذهب السكرتير وخبر حافظ الأسد بذلك .. فسأله حافظ وما الذي يؤكد أنه عبد الله الاحمر؟
اذهب واسأله ما هو تعريف حزب “البعث” ..
فذهب السكرتير يسأل الأحمر .. فأجابه أنه لا يعرف ..
عندها عاد واخبر الاسد بالجواب ..
فقال له حافظ الاسد .. نعم هذا هو عبد الله بالتأكيد .. اسمح له بالدخول ..!!
صدووووك ابو المثل ما خله شي ما كاله…!!!
هااااي اني وين رحت .. مسابقة جمال الغابة وين .. والفطحل وزير ماليتنه وين .. وحافظ اسد والاحمر وين .. وجماعة الي يشفون الاغبياء بعيونهم وحسب اعتقادهم عباقرة زمانهم ويييين ….!!!!
فالكثير من الامثلة والنكات السياسية يكون مصدرها الشعب المسحوق .. وتأتي كنوع من التعبير عن المعاناة التي يعيشها الشعب والواقع الصعب الذي يقاسيه ..!!
لكن الأنظمة الاستبدادية وللاسف لم تترك حتى تلك المساحة للشعب ليسخر من واقعه .. حتى في نكاته وأمثلته ورواياته ..!!