بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
شق طريقه بصعوبة منذ كان في البدايات الأولى وتحمل وجع الأيام وتحديات الوضع الأمني الصعب حين وقع والده شهيداً على يد عصابات الإرهاب بعد سقوط النظام . فتح عينيه كضابط شاب في غمرة الإرهاب والتفجيرات حيث المفخخات تجوب بغداد في كرخها والرصافة تنتظر الإذن لتنفجر وتمزق أشلاء الفقراء والعمال وطلاب الجامعات والموظفين والباعة والمتسوقين وعابري السبيل . كان لرجال الأمن من عناصر الجيش والشرطة النصيب الوافر من تلك المفخخات والمتفجرات والأحزمة الناسفة والإغتيالات التي هدفت لتقويض الأوضاع ونشر الفوضى وتعطيل حركة الحياة وإفشال العملية السياسية الناشئة التي تحملت أن تكون تحت وطأة جملة من التحديات بدأت في ظل وجود عسكري غربي غير مسبوق بزعامة الولايات المتحدة ومجموعات سياسية لا تمتلك الخبرة بينما دوائر ومؤسسات دولة معطلة أو مخربة وكان لتدخلات دول خارجية أثر سلبي كبير في تأخير إنجاز مهام بناء الدولة القائمة على أنقاض دولة كانت الدكتاتورية عنوانها الكامل لعقود من الزمن . وبين الفوضى وتحديها بزغت شمس الآمال من خلال رجال سياسة أصلاء تحملوا التشويه وردات الفعل المعاكسة من الرافضين للعملية السياسية والذين لا يريدون للتغيير أن يكون سمة المرحلة ومع تطور مؤسسات الدولة البسيط ومنها المؤسسة الأمنية كان هناك ضباط أكفاء لديهم الرغبة في السهر على حماية المكتسبات ومنع الإرهاب الأسود من أن يسيطر ويحكم المشهد ويخرب ذلك الحلم . كانت لتضحيات الضباط والمراتب في المؤسسة الأمنية الأثر البالغ في تمكن العراق من عبور واحدة من أصعب مراحل وجوده كدولة شهدت تحولات وإنتقالات كان لها دور في تحديد شكل المراحل التالية لتلك الدولة التي كان قدرها أن تعيش التجارب القاسية وتعبر منها إلى المستقبل بالرغم من إنه مستقبل محفوف بالإحباط والخوف والتردد .
كان الضابط الشاب سعد معن يشق طريقه بتأن وبتحد وبإصرار في تلك المؤسسة العريقة وزارة الداخلية التي كانت في مواجهة النيران والموت وكان واحداً من الضباط الشجعان الذين عايشوا مرحلة التحدي الصعبة بين رغبة تثبيت الأركان وترسيخ الوجود وبين المواجهة مع الإرهاب الذي كان هدفه منع قيام الدولة . تدرج سعد معن دراسياً وفي الرتب التي يستحق وكان قريباً لوسائل الإعلام ورجلاً في الميدان وواحدا من ضمن جيل عسكري شجاع حرص على مواكبة عملية بناء الدولة والسهر عليها والتضحية في ذلك السبيل فخسرنا المئات من الضباط والمراتب الذين إرتقوا شهداء سعداء من أجل الوطن ووجوده ومستقبله المأمول الذي يستحق التضحية والعمل والتفكير ووضع الخطط والبرامج وعدم اليأس والإنكسار فأي تردد من شأنه وأد مشروع الدولة ونهاية ذلك الحلم . لقد كان اللواء سعد معن وهو يتدرج في الرتبة والمسؤولية على مستوى من الأهلية والشجاعة ويمارس دوره كما ينبغي في مختلف المهام التي كلف بها وكان شجاعاً في مواجهة التحديات الصعبة وعايش مراحل من الإنتقال وكان فاعلاً في إنجاز المهام الموكلة إليه فقد عايش فترة التفجيرات والإرهاب والمخاطر في الشارع والميدان ولم يتردد وكان شاهداً على التحول الكبير من حالة المواجهة والقتال إلى حالة الإستقرار والهدوء التي نشهدها اليوم وهي نتاج تلك التضحيات والأعمال البطولية والدماء التي سالت .
وكأي ناجح ومتفوق وحقيقي ومنتج واجه اللواء سعد معن حسد الحاسدين وأعداء النجاح والمتربصين الذين كانوا يريدونه بعيداً عن مكانه ومسؤوليته ودوره الوطني العالي فبدأوا يؤلبون عليه ويكيدون له ويلفقون التهم الباطلة والبعيدة عن الواقع والهدف هو التشهير وإظهاره بصورة المتهم في أمور لاصلة لها بالواقع ، فقط لأنهم شعروا أنه مهني وقام بدوره كما ينبغي وخدم في المؤسسة الأمنية بطريقة مهنية وشجاعة ومسؤولة ولم تغير منه الظروف الصعبة والتحديات وسيبقى هو كما عهدناه الرجل الناجح والمسؤول وصاحب قصة كفاح إستثنائية لم تنته بل بدأت للتو مع هذا الضابط الشجاع والحقيقي غير المزيف . Fialhmdany19572021@gmail.com