بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: ماسر التقارير الاميركية والاسرائيلية منذ ايام والتي أخذت بالتصاعد والتي تؤكد ان ايران قررت الرد ضد إسرائيل ولكنها سترد من العراق حسب تلك التقارير . وتزامنت مع تصريحات إيرانية ايضا مفادها ان المرشد الإيراني الخامنئي اعطى توجيهاته بالرد القوي ضد اسرائيل. والغريب والعجيب لا حراك ولا كلام ولا استنفار ولا استفسار ولا توضيح ولا حراك
كل من الجانب العراقي وكأن الأمور ” گمرة وربيع”. وكأن العراق اقليم تابع لإيران !
ثانيا :
أ:-إذا صدقت تلك التقارير… من خوّلَ وسيخول ايران ان يكون ردها من العراق ؟ فأينَ هي السيادة العراقية التي يتباكون عليها زورا ؟ وماهو موقف الحكومة العراقية؟ واين مهام وواجب البرلمان العراقي ؟ وهل ستنفذ امريكا بنود الإتفاقية الامنية الموقعه بين العراق وأمريكا وترد ضد ايران ؟ .
ب:-أما إذا أمرت ايران الفصائل والمليشيات التابعة لها في العراق للقيام بتوجيه الضربات ضد إسرائيل فهل ستمارس أمريكا الرد قبل إسرائيل ؟.ثم اذا قام حلفاء إيران في العراق بالرد ضد إسرائيل فهذا يحتاج ل( عبور الصواريخ الباليستية الإيرانية وقواعدها نحو العراق لتوجيه الضربة .. ام إذا هي أصلا عابرة منذ زمن ومستقرة بالعراق / فهنا نسأل اين الاستخبارات واين الحكومات السابقة فكيف دخلت تلك الصواريخ واستقرت في العراق ان وجدت ؟ أليست هذه خيانة عظمى ؟ … فهذه كارثة اذا فعلا في العراق صواريخ إيرانية باليستية وتتحكم فيها إيران !
ثالثا :
أ:-قلناها سابقا ونقولها اليوم ( حرب غزة خرجت من رحمها حرب لبنان .. فهل ان حرب العراق ستخرج من رحم حرب لبنان وتستمر الفصول وصولا لسوريا واليمن ؟ ) وضمن سيناريو ” حرب تلد اخرى ” ؟
ب:-فهل ان هناك تفاهم وتواطؤ بين الولايات المتحدة وايران ؟ أم ان ايران رضخت للتنازلات من اجل سلامة نفسها خصوصا عندما سمعت كلاما قويا هذه المرة من واشنطن والاتحاد الأوربي والناتو بأن تنهي نفوذها وتواجدها في لبنان وسوريا والعراق واليمن لتبقى سالمه ؟ .بحيث انتهت قيادة حركة حماس ثم انتهت قيادة حزب الله وسوف يطبق القرار1701 والذي كان مرفوضا من قبل السيد حسن نصر الله والقيادة المغدورة .
ج:-فهل وصل الدور لقيادة محور المقاومة في العراق لتلحق بقيادة حركة حماس وقيادة حزب الله ؟. لذا فهل التمهيد والتلويح ان إيران سوف توجه ضربة ضد إسرائيل ولكن هذه المرة من العراق هدفها لتجر إسرائيل نحو توسيع حربها ضد العراق مثلما حصل في لبنان ؟
رابعا:-
أ:-فكل ما تقدم نضعه أمام الحكومة العراقية ،وامام البرلمان العراقي، وامام الرأي العام للقيام بإنذار ايران أن لا تقحم العراق بمواجهات مع إسرائيل .وان لا تستغل حلفاءها في العراق للقيام بالتحرش ضد إسرائيل فيجلبون المآسي نحو العراق .كفى للعراق والعراقيين ما عانوه من التدخل الإيراني في العراق ،ومن السياسات الكولونيالية الإيرانية في العراق.
ب:-اما الاحتلال الاميركي فسيبقى هو السبب والمتسبب في جميع مآسي العراق ومنها التوغل الإيراني في العراق . فالاحتلال الاميركي هو الذي جعل العراق دولة بلا اسوار، ودولة يحكمها الفاسدون وتجار الدين والأشرار!
الخلاصة :-فيجب ان تنتهي هذه المأساة، وانتهاك السيادة، وسحق الامن القومي العراقي من قبل من هب ودب .. ويجب ان تنتهي حالة التشرذم وينتهي حكم الثنائية الاستبدادية ” السياسية والدينية ” التي ولد من رحمها الاقطاع السياسي وحكم العائلات والمليشيات . فهناك واجب اخلاقي وقانوني على أمريكا وبريطانيا والمجتمع الدولي ان تنقذ العراقيين وبلدهم لأنهما لا يستحقان العبودية وحكم الكنيسة ونحن في القرن الواحد والعشرين !
سمير عبيد
٢ نوفمبر ٢٠٢٤