بقلم : عباس الزيدي ..
اولا_ << الطاسة >> يعتقد البعض انها مفردة دارجة ومحلية والحقيقة ان «الطَّاسة» من الكلمات الشائعة في لغتنا المعاصرة، أوالواردة في المعاجم القديمة «الطاس» بدون تاء، بمعنى «الإناء يُشْرَب فيه»، والتاء فيها للدلالة على الوحدة أولتأكيدها، وقد وردت في كثير من المعاجم العربية وايضا الفارسية بذات المعنى لكنها في الاخيرة تكون من مادة النحاس •
بهذه _ الطاسة _ دخلت امراةالتاريخ عبر موقف ومازال ذكرها يجاري الزمن
طوعة المرأة ضعيفة البنية الطاعنةفي السن القوية في الايمان و الروح والعقيدة و طاستها قصة علمت كثيرمن الرجال المواقف ونبل الفرسان واعطتهم دروس كثيرة وهيهات ان تمحى من ذاكرة الاجيال•
ذلك الموقف الاخلاقي والانساني والشرعي مع الغريب مسلم ابن عقيل سلام الله عليه في احياء وازقة الكوفة ورغم غربته كانت طوعة و طاسة الماء سواتر حد وصد ومنازل صبر وقوافل دعم واسناد وكراديس فرسان وجند رغم الغدر والنكوص والتنزل و قلة العدد وخذلان الناصر سطرها مسلم بن عقيل فيمابعد ملاحم وقصص وبطولة تتغنى بها الاجيال •
بل ارتقيا كل من طوعة وطاستها الى درجات عليا بحيث كلما ذكر محمد واله صلوات الله وسلامه عليهما ذكرت طوعة وطاستها كانهما رحم جزاءا لذلك الموقف النبيل والشجاع والاصيل •
ثانياالاسطورة راميريز سانشيز، الشهير بـالاسطورة «كارلوس» المولود في كاراكاس المناضل الاممي الذي عمل جاهدا لنصرة القضية الفلسطينية وقام بعشرات العمليات الفدائية كانت اشهرها العملية البطولية التي هزت العالم والتي عرفت «عملية فيينا» (1975) التي جرى خلالها احتجاز وزراء النفط في منظمة «أوبك» والذي دفع حياته لمناصرة القضية الفلسطينية بعد ان وقع ضحية التحوّلات الجيو ــ سياسية بعد سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الاشتراكي؟ كارلوس هو مثال اخر معاصر عن الموقف ثالثا هناك عشرات بل مئات الأمثلة والقصص التي تلزمنا كعرب او احرار ان لم نكن مسلمين والذي يوجب علينا ضرورة والتزام الموقف بنصرة غزة ولبنان وبغض النظر عن الدين والقوميات بل بحكم القوانين والنواميس الكونية والطبيعية والاقوى منها الاحكام الشرعية
رابعا_اليوم العالم منقسم امام المجازر البشعة وحرب الابادة والقتل والتجويع والترويع للاطفال والنساء والاغلبية الغالبة مع مظلومية الشعب الفلسطيني واللبناني لكن العتب على اولئك الذين يحسبون على العرب والمسلمين واشد السخط على اولئك المحبطين والمرجفين الذين يزرعون اليأس والتهوين والخوف في نفوس ابناء الامة الغيارى بذرائع شتى منها الحياد وحب الوطن وهم اول من باع وسرق الوطن والمواطن وتاجروا بترابه ومقدساته ولم نرى منهم موقف عز وشهامة او صولة كرامة •
ان الانسان موقف
هؤلاء لم يكتفوا بعدم النصرة والسكوت بل صعدوا وارتقوا الى ارذل المنازل فهم اليوم يقفون بوجه المقاومة وربما يواجهونها غدا رغم جبنهم وخستهم ارضاءا للمستكبرين و الطواغيت
ومَن يَهُن يسهُل الهوانُ عليه … ما لجُرحٍ بميتٍ إيلام”
نصرنا قادم
موقفنا ثابت
قرارنا مقاومة