بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يبدو ان التسمية تعود إلى ارض زراعية تدعى (المفتية) ربما نسبة إلى بيت المفتي بالبصرة، وهي قريبة جدا من السايلو القائم على ضفاف شط العرب عند منطقة (الجبيلة). .
في هذا المكان بالذات قررت وزارة النفط إنشاء أرصفتها لتحميل الناقلات بالمشتقات النفطية. وكان لدى ادارة الرصيف قرارات لا يتصورها العقل، فالمرشدون وربابنة المرفأ، الذين تكلفهم الموانئ بإقلاع وإرشاد السفن الراسية على الرصيف، يذهبون أولا إلى مرسى زوارق العشار في (بيت چوك) مقابل حديقة الأمة على الكورنيش، ثم يركبوا زورقا ينقلهم إلى رصيف المفنية فيقطعون مسافة طويلة. لأن دخولهم من بوابة الرصيف عن طريق اليابسة أصعب مليون مرة من مجيئهم عن طريق العشار، وذلك بسبب الإجراءات الاحترازية المزعجة والمتشددة. .
لقد تعرضت ارصفة المفتية لقصف جوي مباشر في الحرب العراقية الإيرانية اثناء وجود احدى السفن على الرصيف، فانطلق الكابتن ناهض حمودي (رحمه الله) من بيته بالمعقل، وذهب مباشرة إلى الرصيف لكي يبعد السفينة (كاميليا) التي كانت راسية هناك حتى لا تحرقها النيران المتصاعدة من الخزانات المشتعلة. .
اذكر ايضاً ان السفينة (كاميليا) دخلت شط العرب يقودها الكابتن (هاشم عدلان) صباح يوم 22 / 9 / 1980 وكان معه الكابتن مضر نوري الادريسي. وقد تعرضت تلك السفينة إلى القصف فانقلبت على جانبها الأيسر. .
اما الان فلم يعد الرصيف صالحا لاستقبال السفن، ولم يعد باستطاعة السفن التحرك عبر الممرات الملاحية لشط العرب بسبب اضمحلال الأعماق، التي انخفضت منذ عام 1980 في منطقة السد الخارجي إلى اقل من مترين في الجزر الادنى. فتوقفت جميع موانئ شط العرب (العراقية والإيرانية). .