بقلم : هادي جلو مرعي ..
آخر تلك التسريبات كانت للسياسي يزن الجبوري، وسبقتها لشخصيات كان الهدف منها واضحا للقدح بقناة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الجبوري قال في تصريحات إن هذه التسريبات لاتعود له والصوت لم يكن صوته، وأضاف إنه ليس مستشارا لرئيس الوزراء،
كما إن الصوت ليس صوته لأنه من محافظة صلاح الدين، ونبرة صوته تختلف تماما، وقد يكون الدافع هو الإنتخابات والمنافسة التي يعمد البعض بسببها الى سلوكيات غير قانونية..
الضربات كانت موجهة من داخل البيت الشيعي الذي ( يخر بالشتا) و ( يهوي بالصيف) أي إنه مشرع صيفا بلاسقف ولاأبواب فيدخله الهواء من كل جانب، فيسمع له صفير يسمونه صفير الريح… وفي بلد بلا رجال دولة حيث يحاول الساسة أن يمارسوا دورا مسرحيا إنهم رجال دولة بطريق الوقفة والإبتسامة وربطة العنق ونوع البذلة ولونها، والمسير دون أن يكون لذلك مصداق من خلال السلوك الإداري والمهني.. ليبقى السؤال الأهم.. شكد عندك تاهوات، وشكد مصادق نسوان، وكم حساب مصرفي عندك؟
ولأن السوداني لم يبعث على فترة من الرسل، وليس من كتاب الإنجيل الأربعة، وليس واحدا من قديسي العصور الوسطى فيمكنه أن يرتكب الأخطاء التي لاترقى الى أخطاء ضيعت البلد، وعلى الأقل فأخطاء الرجل مختلفة نوعا ما لأنها تتماهى مع سلوك يبعث على التفاؤل من خلال شيء من الإعمار والبناء، والتأسيس لبنية تحتية إقتصادية لايمكن أن تبدو نتائجها في خلال ليلة ويوم، بل تحتاج لبعض الوقت، فليس من المنطقي أن تشن حرب شعواء ضده.. ولأننا لسنا من فريقه، ولسنا من الطامعين بالتقرب منه، ولابنيل العطايا، ولا مرافقته في سفرة.. فقد سافرنا لعواصم ودول لم يصلها، ولن يصلها، ولكننا نريد بناء دولة، وليس وضعها في قمقم زعامات تريد تعطيلها، وإبقائها في مكانها لتحقيق المكاسب والمنافع، والبقاء في الواجهة الى أن تحين مقابلة عزرائيل، وحينها تجيء سكرة الموت بالحق، وهذا ماكنت منه تحيد، وكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.
حرب التسريبات ليست أخلاقية، وتفتقد الى الشرف، وينبغي أن لاتذاع بقصد التسقيط والتشهير والإبتزاز الذي راج في العراق الى الحد الذي جعلنا نقول: إن المسؤول لايخاف الله، بل يخاف المسؤول الأعلى منه رتبة، والمبتز الذي يهدده بالتشهير والتسقيط عبر برامج التلفزيون والمنصات الوسخة. وبيسر يمكن أن يوظف الذكاء الإصطناعي لجعلها مسلمات، وإذا كان من ضرورة لجعل تلك التسريبات قاعدة ومعيارا لتفصيل الأشياء والحكم عليها فلنضع كل الساسة وأفراد الشعب في السجن. فنحن أهل الثريد، والقول الفريد الذي تعج به الهواتف النقالة، ومعلوم أن العراقي حتى حين يمدح فهو يستخدم الشتيمة، ويتوعد ويتهدد، ويحكي كل شيء، وربما قام بإنقلاب عبر الواتساب وشكل حكومة وعطل الدستور والبرلمان وبطح الديمقراطية، وينبغي أن تكون هناك ضوابط قانونية وتقنية لمخاربة الفساد، وليس الفساد كأداة بيد فاسد ليشهر ويبتز ويخوف من أجل المنافسة والحصول على المنصب والبقاء فيه.